تطوير القدرات الرقمية

الهاشمية نيوز -
د. أميرة يوسف مصطفى

القدرة الرقمية هي مجموعة المعارف الإتقانية المتعلقة باستخدام البرمجيات والتطبيقات الإلكترونية، وحصيلة المعارف والتدريب والتعلم الذاتي واستخدام الأجهزة اللوحية بأنواعها، وتتعدى القدرة الرقمية الاستخدام التقليدي للأجهزة والإنترنت والإميل الشخصي والهاتف الذكي إلى التصميم الأنفوجرافيكي، والتعامل مع التطبيقات المتعلقة بالحكومة الإلكترونية والإعلام والسوشيال ميديا، إضافة الى تصميم المواقع الإلكترونية، ولعل البعض يعتقد أن استخدام بعض الأشخاص لبعض تطبيقات السوشيال ميديا تجعلهم من ذوي القدرات الرقمية، وهذا ليس معيارا سليما يعتد به؛ إذ أن القدرة الرقمية تتعدى ذلك بكثير.

فالتصميم الإنفوجرافيكي يتطلب عمق في فهم التصميم الذي يقوم عليه المحترفون لا الهواة مستخدمو البرمجيات، ويتطلب رؤية الأفضل وتعود العين على فهم العمل ذي الجودة المتقن. والسعي للأجود الذي يحمل رسالة لجمهور متخصص لا ليكون المصمم هو الأفضل وإنما ليقدم عملا ابتكاريا مختلفا؛ ولذلك يجب اختيار التصميم الأبسط الذي يحمل لوجو وألوان متدرجة دون إسفاف أو مبالغة، ويحمل أقل الكلمات برمزية دالة توصل الرسالة، وعند إتمام المنتج الرقمي على المصمم عرضه على خبراء ومستخدمين للرقمية للتأكد من جودته ومن سهولة فهمه والتعامل معه، وللحصول على التغذية الراجعة للتعديل والتحسين والتجويد له كمنافس لما هو متوفر ويتم التعامل معه في العالم الرقمي.

وفي إطار آخر فالتسويق الرقمي صار سمة للعصر وصار الطريقة التي سيتبعها الناس في بيعهم وشراءهم في المستقبل القريب، وسيتوجب على موظفي التسويق أن يكونوا أكثر معرفة ومهارة بالتسويق الإلكتروني، فكبريات الشركات التي تستخدم منصاتها للبيع والشراء قد دأبت على تطوير أدائها فأصبح كثير من الناس يستسهلون التعاملات الرقمية وما توفره من وقت وجهد وعناء، وهذا يجعل من التسويق الرقمي مجالا واسعا للتشغيل يحتاج لمهرة يتقنون فنون التسويق الرقمي، وعلى العملاء معرفة الشركات ذات المصداقية الإلكترونية والعلامة التجارية، وزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق والشراء والبيع، وببناء السمعة الخاصة بالبائع والمسوق لدى الزبون لزيادة القوة الشرائية، ثم المشاركة في المحتوى مع جمهور العملاء.

وعن منصات التعليمية فعلى المستخدم أن يقوم بالتدرب المستمر على استخدامها سواء كانت عالمية أو محلية، وعلى الحكومات أن تقوم بالتعامل مع منصات ذات جودة عالية ومحركات قوية، فيكون التعلم سهلا على الطالب والمعلم من خلال المنصة وتكون نتائج التواصل فعالة وتحقق أهدافها كما خطط لها. ويستخدمها مدير المدرسة للتواصل مع هيئته التدريسية والمعلم مع طلابه دوريا.

وعن وسائل التواصل الاجتماعي فإن المواطن العادي معني باستخدامها بروح من المسؤولية العالية، واستخدامها في مجالات إيجابية كثيرة كالتواصل الداعم والتدريب وفي لقاءات العمل والاجتماعات، وفيما يعزز دوره المجتمعي والمهني ويثريه. فهي أداة تواصل بين المجموعات المتجانسة من أقارب وأصدقاء وزملاء العمل، وحتى القنوات الإعلامية، وعن طريقها يتم تمرير وتبادل التعليمات والمستجدات على الصعيدين الشخصي والجماعي.

وعند استخدام محركات البحث الكبيرة على المستخدم أن يأخذ بعين الاعتبار أن المحتوى العربي لا يتجاوز 1% من مجموع المحتوى لذلك على الباحثين والأكاديميين أن يقوموا بتحري الدقة عند نقلهم لأي معلومة.

ويضيق الموضوع بالواقع الإلكتروني لأن بعض الدول تتفوق على دول أخرى؛ إذ تعمل على بيع تطبيقات تخدم الواقع الخاص ببعض الدول دون أن تخدم بعضها الآخر، ولذلك على المشتري أن يهتم بالخصائص الخاصة ببيئته وموروثاته وينمذج ما يتلاءم مع واقعه، وعلى الدول أن تهتم بتغيير المناهج وفقا لتطوير إمكانياتها التكنولوجية والرقمية.

وبالتعريج على الحكومة الإلكترونية التي على الأفراد معرفتها وفهم الغرض منها للتفاعل معها فيما يسهل كثير من المعاملات ومتابعة الإعلانات فييسر معاملاتهم وحياتهم.