-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 20-10-2020 10:25 AM     عدد المشاهدات 387    | عدد التعليقات 0

(الشّكّ) قنبلة موقوتة تدمّر الأسرة

الهاشمية نيوز -
د.حسان ابوعرقوب

يطلب (هاني) من زوجته أن تعلّق جهاز الهاتف على صدرها وتخفيه خلال زيارتها لأهلها، وألا تقوم بنزعه حتى عند دخولها الحمام لقضاء الحاجة أو الوضوء؛ فربّما يلتقط الهاتف بعض الأحاديث التي يتوهّمها هذا الزوج، وفي الوقت نفسه يزرع كلّ غرف منزله بكاميرات الفيديو علّها تلتقط شيئا مما يدور في رأسه من تخيّلات، يقول هذا الزوج: أريد أن أنام مرتاحًا؛ منذ سنتين وأنا أشتاق لطعم الرّاحة، لقد نزل وزني أربعين كيلوغرامًا، الشّكّ ينخر في رأسي، أريد أن أرتاح.

الشّك كالحفّارة التي تحفر أساسات البناء، فإن دخل الشكّ بين الأزواج فلن يترك هذه الأسرة حتى يهدمها ويقضي عليها من أساسها، وهذا الشّك ربّما كان مرضًا ملازمًا للشخص منذ ولادته، أو وليد تجربة شخصية سابقة أو حالية، أو ربما نتاج خبرات عن طريق القراءة أو السّماع.

يقول (رشيد): (لم أعرف طريق الحرام بحياتي، لكن كانت زوجتي (شكّاكة) وتتهمني دائما أنّ لي علاقات نسائية، وأني أعرف غيرها، والسبب وجود آنسات وسيّدات في المكان الذي أعمل فيه، وبعد سنوات من حياة الشكّ والقرف والتّهم التي تلقى عليّ جزافا دون ذنب، قرّرت أن تجد هذه الاتهامات محلّا، فصار لي ما لا أستطيع أن أحصي من علاقات غرامية، حتى يكون لتلك التهم مكانًا، وألا أعاقب دون ذنب) ولا تزال الزوجة تشكّ والزوج يخونها حتى اكتشف الأمر ووقع الطلاق بينها. ومعلومٌ أنّ الخطأ لا يعالج بالخطأ، ولكنّها تجربة واقعية، فالشكّ في الشريك ربّما من شدّة الغيرة عليه أدى إلى انحرافه، ولا أبرّر هذا الانحراف لكنه قد يحصل.

أمّا (هاني) الذي ذكرناه في البداية، فقد مرضت زوجته، وأعلنت عدم قدرتها على تلبية احتياجاته، فطلبتْ منه الزواج من غيرها، فخرج ووجد بائعة ورود على ناصية الطريق، فأراد –كما يقول- أن يسترَ عليها ويريحها من نكد الحياة، فتزوّجها وأسكنها في بيته، لكنه سألها: (هل لك ماض، فأجابت نعم، كنت أعرف رجالا وأتكلم معه، لكنني مُذ عرفتك تبت إلى الله توبة خالصة صادقة). ربّما كانت بائعة الورد صادقة في توبتها، لكنه لم يستطع أن يُصدّقها، فقد نخر الشكّ في عقله، وحفر عليه أوهامَه التي يصعب الخلاص منها، لذلك عاش في دوائر الشكّ التي تكاد أن توقعه في أوحال الجنون، ولم يسترح حتى طلّق بائعة الورد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :