في ظلال آية .. تربتان .. وقلبان

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري
قال تعالى: « وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ « سورة الأعراف –الآية 58.
إن البلد الطيب تربته طيبة نقية وأرضه كريمة يخرج منها النبات سريعاً حسناً وذلك عندما ينزل المطر عليها فتحيا بإذنه سبحانه وتعالى وتصبح خصبة وثمرها طيّباً، وكذلك القلب الطيب ينبت النوايا الحسنة والعواطف الصادقة والمشاعر المؤثرة والعمل المثمر المجدي.
أما التربة الرديئة الخبيثة ففيها الحجارة والشّوك فتبقى غير صالحة للزراعة ولا يخرج فيها النبات الّا نكداً بعسر وشدة، وكذلك القلب الخبيث فهو موطن الأذى والشّر والفساد.
(عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان فيها أجادب أمسكت الماء فنفع الله تعالى بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى انّما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله تعالى به فعَلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله تعالى الذي أرسلت به») أخرجه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي.
كذلك تبين الآيات... آية بعد آية، والحجج... حجة إثر حجة، لقوم يشكرون الله تعالى على نعمه عليهم وهدايته لهم... فيهم المؤمنون وهم المنتفعون بالآيات الذين يتفكرون فيها ويتدبرونها فيشكرون الله على بديع صنعه وعلمه وقدرته وحكمته على إيصال هذه النعم الى عباده.
وبعد: فهذه الآية الكريمة التي نتفيأ في ظلالها مثل للمؤمن الكريم فهو كالبلد الطيب عمله طيب يؤثر في القلوب الطيبة التي تشبه الأرض الطيبة بنزول المطر عليها فإنها تخرج ثماراً طيبة. وتشير الآية أيضاً الى مثل الكافر كالبلد الخبيث الذي لا يخرج نباته الا نكداً والتي لا ينزل عليها المطر.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد