-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 31-07-2020 09:46 AM     عدد المشاهدات 388    | عدد التعليقات 0

العيد والحلويات وسيداتنا القرويات في زمن الكورونا

الهاشمية نيوز - يمر عيد الاضحى المبارك هذا العام وسط حزمة من الاجراءات التي فرضتها جائحة الكورونا على المجتمعات المحلية ، فرغم تراجع الاصابات الى درجة الصفر محليا فان الخوف من ظهور اصابة هنا او هناك ما زال هاجسا لدى شرائح واسعة من مجتمعاتنا ما دفع بربات البيوت الى تعزيز صناعة الحلويات المنزلية وتقديمها للزوار والضيوف .

ولان للعيد متطلباته ، ولانه يجمع الاهل ويكون موسم اللقاء ويعود فيه الابناء والاحفاد الى قراهم ليقضوا مع اهاليهم ايام العيد واشاعة البهجة بين الاسر لا سيما الممتدة منها ، فقد بدات السيدات باعداد حلويات العيد بانفسهن والتي تتنوع بين اقراص العيد والمهلبية وكعك العيد بانواعه والزلابيا اضافة الى انواع عديدة من الحبوب الطبيعية كالبطم والقريش والقلية وانواع اخرى من الحلويات التي يتم اعدادها في المنزل كالهرائيس والكنافة والتي تاخذ اشكالا عديدة من حيث اللون والشكل والمذاق ودرجة حلاوة القطر فيها .

ولعل الاجمل في مشاهد الاسرة في الارياف والقرى هو تحلق الاطفال حول الجدات والعمات والخالات وهن يمارسن انواع الحلوى ذات الطعم النادر واللذيذ وما يصاحب ذلك من ضحكات وابتسامات وفرح وحبور يعم ارجاء المنزل وممن يجتمعون فيه .

وتشير مريم فريحات من قرية الجزازة الى انها وبسبب خبرتها التي توارثتها عن اسرتها والجارات وطورت عليها حتى باتت بمثابة معهد تعليمي للسيدات الاخريات والنشء الجديد لاعداد انواع كثيرة من تلك الحلويات والتي عادة ما تكون في الاعياد ومناسبات الافراح كصناعة بيتية بحتة .

وفي نظرة خاطفة فاننا نلاحظ ان عدد سكان محافظة جرش البالغ نحو 238 ألف نسمة يتضاعف خلال إجازة العيد والغالبية منهم ما زالوا يتمسكون بالكثير من العادات الأصيلة التي يرى فيها الكثيرون ان أيام العيد هي المحطة النموذج للعودة إليها ومشاهدتها والتعامل معها عن قرب .

رئيسة جمعية سيدات جرش هبة زريقات تقول للعيد في جرش نكهة خاصة فالأبناء والأقرباء من أبناء محافظة جرش يعودون في ايام الأعياد الى ذويهم لقضاء إجازة العيد ويشاركون الأسرة فرح العيد مشيرة الى الكثير من العادات المتبعة التي يعود نبضها في هذه الأيام الفضيلة ومنها صناعة حلويات العيد بالمنزل والتي برعت فيها المرأة الجرشية وتناقلها عنها الأبناء والأحفاد ومن ذلك خبز العيد ، وأنواع كثيرة من الحلويات التي تصنع في المنزل ، إضافة الى اللمة التي تجمع فروع شجرة الاسرة في بيت واحد ومشاهدة الأضحية الذي يفضل الكثيرون ان تجري مراسمها في المنزل وسط فرح الجميع لا سيما الأطفال في طقوس خاصة بها ، حيث يعمد البعض الى تكحيل الخروف وتزيينه بأنواع من الوان قطع القماش واللعب معه .

اما الحاجة امل عتوم فترى ان مناسبة العيد هي لحظات يرى فيها المواطنون مساحة للترفيه والتخلص من أعباء الحياة لافتة الى ان العيد هو يوم فرح ولقاء الاهل وافراد الاسرة فالعيد مساحة لعودة الاسرة الى منزلها الاول واشاعة الفرح فيه .

ويرى عضو مجلس المحافظة احمد هاشم الشبلي ان النشاط الملحوظ خلال عطلة عيد الأضحى وبما حمل من تبادل للزيارات بين الأهل والأقارب يشكل حالة يمكن البناء عليها مستقبلا لما لها من آثار واضحة في دفع عجلة الحركة الاقتصادية في الأسواق وإنعاشها لافتا الى النشاط الملحوظ والمحبب والقريب من النفس الذي تقوم به السيدات في المنزل لاسيما ما يتعلق منه بصناعة الحلويات اللذيذة يضفي جماليات اخرى على مناسبة العيد .

وعبرت رئيسة الاتحاد النسائي فرع جرش جليلة الصمادي ان المراة استطاعت ان تتبوأ مكانة متقدمة في عمل التجمعات النسائية والبازارات وتقديم منتجاتها الحرفية التي كانت الى عهد قريب مغلقة بين جدران المنزل لتصبح اليوم سوقا لمنتجاتها أمام حركة التسوق معربة عن املها ان تتحول مثل هذه الصناعات المنزلية الى مشاريع استثمارية لتعزيز قدرات الاسرة تنمويا .

وتبقى أيام العيد مساحة رائعة لتبادل الزيارات ولعودة الطيور المهاجرة الى المدن الى أعشاشها في القرية التي ما زالت تتمسك بالكثير من عاداتها وطقوسها وقيمها النبيلة على مر الزمان وكل عام والجميع بالف خير ومسرة .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :