-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 07-07-2020 10:13 AM     عدد المشاهدات 472    | عدد التعليقات 0

ظاهرة انتشار الذباب في الأغوار

الهاشمية نيوز -
أحمد جميل شاكر

مع بداية الارتفاع في درجات الحرارة، وانتشار الذباب في الأغوار وخاصة الوسطى منها، فإنه لا يوجد اي مبرر لكل الجهات الرسمية في وزارات الزراعة والبيئة والصحة والبلديات والمياه واية دوائر ومؤسسات اخرى في عدم القدرة حتى الان على اتخاذ كل الاجراءات اللازمة للقضاء على الحشرات في الاغوار، وفي مقدمتها الذباب المنزلي والبعوض.
منذ اكثر من عشرين عاماً، ونحن نعقد الندوات والمؤتمرات، ونقدم اوراق العمل، ونقيم حفلات الغداء والعشاء على شرف المشاركين في هذه المؤتمرات والمتحدثين فيها والتي تتناول احدث الوسائل العلمية في القضاء على الذباب والبعوض في الاغوار.
لدي دراسات على مدار العقدين، تكفي لاعداد عشرات الرسائل في الدكتوراة للمحافظة على البيئة النظيفة في الاغوار والقضاء على الحشرات، لكن الذي يحدث على ارض الواقع، ان المسؤولية تضيع بين كل الجهات الرسمية، ويعتقد كل مسؤول انه قام بواجبه، وانه غير مسؤول عن غيره.
وزارة الصحة تعتقد ان انتشار بعض الأمراض أو حالات الإسهالات على سبيل المثال في بعض مناطق الاغوار يعود الى عدم توفر المياه النظيفة وحدوث تلوث في المياه، بينما تعتقد جهة اخرى ان السبب في ذلك يعود الى ان وزارة الزراعة مقصرة في اداء واجبها؛ إذْ إنها تسمح باستعمال الاسمدة العضوية غير المعقمة، وان كبار مزارعين هم الذين يخرقون كل الانظمة والقوانين ويستعملون هذه الانواع من الاسمدة لرخص تكاليفها ولفاعليتها.
وزارة البلديات بدورها لا تكاد تسمع لها صوتاً بحجة ان الاغوار هي من المناطق التابعة لسلطة وادي الاردن وبالتالي فانها غير مسؤولة عن حملات الرش بالمبيدات، او حتى تنظيم عملية وصول الاسمدة العضوية، والتأكد من سلامتها.
وزارة البيئة، ووزارة الزراعة وعلى مدار السنوات الماضية تسمع منهما كلاماً متناقضاً، حيث تضع كل وزارة المسؤولية على الجهة الاخرى، حتى ان وزارة الزراعة وقبل عدة أعوام اعلنت صراحة ان حجم المشكلة في الاغوار والمتمثلة في ظاهرة انتشار الذباب والبعوض تفوق امكانياتها وانها بحاجة الى معالجة على المستوى الوطني.
نريد خطوات عملية، وخطة استراتيجية واضحة المعالم، تبدأ من اماكن تواجد الاسمدة العضوية إذْ لا يسمح بنقلها الا بعد معالجتها، ثم تكون هناك جهات للرقابة على دخول اية اسمدة للاغوار، وتتعاون كل الجهات الرسمية بما في ذلك الاتحاد العام للمزارعين الاردنيين للقضاء على البؤر التي يستوطن بها الذباب ويتكاثر فيها والقيام بعمليات النظافة المستمرة للبيئة في الاغوار، والقيام بعمليات الرش وليس طرد الذباب من مكان الى آخر، فقد اصبح هذا الموضوع يؤرق السكان حيث تنتشر بعض الامراض ويفزع السياح والزوار، حتى ان سكان الفنادق على شاطىء سويمة يشكون في بعض الاحيان من تواجد الذباب خارج الفندق.
خسائر اقتصادية وصحية ونفسية ومادية وزراعية ستلحق بنا اذا لم نقم بوضع خطة علمية وسياسة واستراتيجية ترتبط بزمن محدد، وتوزيع المسؤوليات على كل جهة، وان يتم التأكد من قيام كل جهة بواجبها حتى نقول اننا سنواجه وللمرة الأولى صيفا بلا ذباب واغواراً نظيفة بلا حشرات او بعوض.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :