-

عربي دولي

تاريخ النشر - 02-07-2020 09:57 AM     عدد المشاهدات 356    | عدد التعليقات 0

العالم يتطلع إلى نبذ العنصرية

الهاشمية نيوز - في وقت قريب، تعلن ميسيسيبي رسميًا وقف استخدامها لعلم الولاية الذي يدمج في تصميمه شعار المعركة الكونفدرالية بعد 155 عامًا من نهاية الحرب الأهلية الأمريكية. وهي آخر ولاية تتخلى عن رمز الانفصال العنصري. في جميع أنحاء العالم، تستمر الرموز واللغة والعبارات العنصرية في التراجع. وتنخرط ألمانيا وفرنسا في مناقشات صعبة حول ماضيهما الاستعماري. وتعيد أستراليا النظر من جديد الى معاملتها للسكان الأصليين واللاجئين. كما حث مفوض الاتحاد الأوروبي للمساواة الدول الأعضاء على إيجاد مناهج جديدة لإنهاء التمييز ضد مجتمعاتهم المسلمة.خلال ما يقرب من 75 عامًا منذ اعتماد الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، شجع الغرب الحوكمة الرشيدة وربط المساعدات بالديمقراطية والمعاملة العادلة للناس في إفريقيا وغيرها من الدول الأقل تصنيعاً. ومع ذلك ، خلال معظم تلك السنوات ، تمسكت العديد من الدول الغربية بالحكم الاستعماري ، ودللت الحكام المستبدين، وشنت حروبًا بالوكالة ، ولم تحقق سوى تقدم متقطع نحو المساواة داخل مجتمعاتها. لقد تحملت شعوب إفريقيا ومناطق أخرى العواقب وشعرت بالغضب من هذا التناقض.

ربما يكون هذا الإرث خاضعا الآن لقدر عظيم من التدارس. فقد أثارت الأزمات المتداخلة جراء تفشي فيروس كوفيد-19، مع تأثيرها المتفاوت على مجتمعات الأقليات ، ووحشية الشرطة ضد السود واللاتينيين، إعادة تقييم متأخرة للافتراضات التي شكلت الطريقة التي نظرت بها الحكومات والمجتمعات الغربية إلى بقية العالم. مثلما تلاشى تقسيم الجغرافيا السياسية بين الشرق والغرب بعد الحرب الباردة، فإن تصنيف الدول على أنها «متطورة» أو «نامية» يتلاشى الآن. ومثلما أدى سقوط جدار برلين وتفكيك الفصل العنصري في جنوب إفريقيا إلى خلق روح جديدة من الديمقراطية في جميع أنحاء العالم ، قد ينظر المؤرخون يومًا ما إلى هذه اللحظة على أنها تحول حاسم نحو الاحتفاء بما تتشارك فيه الثقافات المختلفة كل مع الاخرى وما تتطلع اليه من بلوغ مستوى أعلى للعدالة والمساواة. وبمناسبة الحديث عن اللحظة التاريخية في ولاية ميسيسيبي عندما صوتت الهيئة التشريعية لصالح تغيير العلم، قال نائب حاكم الولاية دلبرت هوسمان: «لقد نبع هذا التصويت من القلب. وهذا هو ما يضيف اليه مزيدا من الأهمية».

من أجل التحلي بالشجاعة لمعالجة أخطاء الماضي، لا بد من التواضع وتبني اسلوب جديد في التفكير. ومع انفتاح الحوار حول قضية العرق في ظل احتمالات جديدة ، ينبغي للغرب أن يكون ممتنًا لما جلبته الشعوب والثقافات الأخرى إلى مفاهيم الإنسانية المتغيرة باستمرار. ينبغي للناس البيض في الولايات المتحدة وأوروبا أن يكونوا ممتنين للمساهمات القيمة من ثقافات الافراد ذوي البشرة غير البيضاء. لقد غدت الموسيقى والفن أكثر ثراءً بفضل هذا التنوع ، والرياضة أكثر إبهارًا، والإنجازات الفكرية والتكنولوجية أكثر تميزًا ، ناهيك عن تعميق مفاهيم العدالة والكرامة الإنسانية. إن العالم يقترب من امتلاك مفهوم موحد عن الخير. ويوضح التغير الحالي في المجتمعات الغربية، الهادف الى مواجهة الماضي، التاثير البالغ للحكمة القائلة «لابد من تصحيح أخطاء الذات قبل السعي الى اصلاح الاخرين».






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :