-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 16-06-2020 11:29 AM     عدد المشاهدات 474    | عدد التعليقات 0

حاصد الأرواح

الهاشمية نيوز -
لما جمال العبسه


«الطريق الصحراوي» طريق الموت بامتياز، حصد ويحصد ارواح الكثيرين ويرعب سالكيه، اخرها منذ ايام قليلة بحادث تلا سابقه بأيام معدودات، وحصيلة الفجيعتين اصابات ومنايا تهدد المارين عبره، فيما تبقى السرعة الزائدة والتتابع القريب وتجاهل قانون السير وانظمته هي ابرز الاسباب التي تسوقها الجهات المعنية في التحقيق المروري ، فيما بقى هذا الطريق ببنيته التحتية القاتلة غائبا عن الاهتمام ، الى ان اصبح بحد ذاته ازمة تتسبب بازهاق الانفس.

340 كيلو مترا تقريبا المسافة ما بين العاصمة عمان ومدينة العقبة يربطها «الطريق الصحراوي» الذي يعرف المعنيون ان الحركة خلاله نشيطة طوال العام، يعاني الكثير من الاختلالات اهمها التحويلات الخطرة بسبب عمليات اعادة التأهيل التي امتدت على مدار ثلاث حكومات وحتى الأن هذا الطريق غير مكتمل ولازال يتصدر احد الاسباب الرئيسية في حصد ارواح الاردنيين، وزيارات المسؤولين والاهتمام الاعلامي بها كانت ولازلت تقول انه انجز بنسبة تصل الى 90% وانه خلال فترة لا تزيد عن ستين يوما سينتهي العمل بهذا المشروع «العظيم»، وحتى الآن لم يحن وقت الانتهاء.

فترات الحجر العام في البلاد خلال ازمة كورونا لمدة وصلت الى سبعين يوما، كان اصعبها الشهر الاول لتبدأ بوادر انفراجة تسمح بزيادة وتيرة العمل في مشاريع البنية التحتية دون ضغط على الحركة اليومية على الطرقات خاصة الدولية، الا ان التركيز الكبير على «كورونا» وغياب احتياجات رئيسية وهامة خاصة في قطاع النقل العام «البري والركاب» اضاع فرصة كبيرة لاستثمار الوقت لتحسين البنية التحتية ما بين العاصمة والمحافظات جنوبا وشمالا، الا ان الجهات المعنية لم تكترث كثيرا، وهم يعلمون اننا سنستأنف الحركة اليومية بزخمها عاجلا او اجلا وسنعود الى الرتم اليومي الذي كان وسيبقى مكلفا ماديا وبشريا ومهدرا للوقت، وما رآيناه من الحادثين الخطرين الاخيرين خلال ثلاثة ايام يدق مجددا ناقوس الخطر مطالبا من الجميع .....مسؤولين في وزارة الاشغال العامة وادارة السير ومستخدمي الطريق ان يأخذوا قرارات هامة سريعة التنفيذ لحماية الارواح والممتلكات.

حان الوقت وعلى استعجال لوضع خطة عمل قابلة للتنفيذ للاسراع في انجاز المشروع بشكل تام، وعلى ادارة السير المراقبة الحثيثة والدقيقة وفرض المخالفات القاسية لضبط الحركة في المنعطفات الخطرة خلال الطريق، وعلى الشركات وسائقيها الإلتزام بمعايير السلوك المروري على الطريق تحت طائلة المسؤولية، حتى نجنب انفسنا وابناءنا ما جري من هدر وقتل مجاني على «الطريق الصحراوي».




وسوم: #حاصد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :