-

كتابنا

تاريخ النشر - 15-06-2020 10:10 AM     عدد المشاهدات 421    | عدد التعليقات 0

غرس الأفكار!

الهاشمية نيوز -
الدكتور يعقوب ناصر الدين

بحثت على مؤشر “جوجل” عن خبر لقاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز برئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين يوم الخميس الماضي لأقف على أهم المحاور التي تناولها اللقاء حول معالجة الصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي، فقادني المؤشر إلى لقاءات مماثلة مع معظم رؤساء الحكومات على مدى العشر سنوات الماضية، جرى خلالها الحديث عن إستراتيجية قيد التنفيذ، أعدتها وزارة الزراعة من أجل النهوض بالقطاع، آخرها تلك المعروفة بوثيقة الإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية 2016- 2025، والتي عمل عليها فريق يمثل عددا من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة!
بين ما تتضمنه الإستراتيجيات من رؤية ورسالة وأهداف للنهوض بالقطاع الزراعي وما يجري الحديث عنه في تلك اللقاءات مسافات بعيدة يعكسها العجز والضياع بين الأولويات، وعدم القدرة على ردم الهوة بين النظرية والأمر الواقع، وبين نوعية ومستوى مشاكل القطاع، والآمال المعقودة عليه بإعتباره أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني، والملبي لحاجات السوق المحلي من منتجات زراعية وحيوانية، فضلا عن الصناعات الأخرى المرتبطة بمدخلات ومخرجات هذا القطاع الحيوي!
أغرب ما في الأمر ذلك التناقض الشديد بين أهمية وضرورة تشغيل القوى البشرية الأردنية في هذا القطاع، وبين مطالبة الحكومة بتسهيل إجراءات ورسوم استقدام العمالة الوافدة، وهي في معظمها عمالة تقليدية لا دراية لها بالأساليب الحديثة القائمة على المكننة والبرمجة والبحوث العلمية، والتي قد نجدها في العمالة الوطنية من خريجي الكليات والمعاهد الزراعية، ومراكز التدريب، لو أننا عرفنا كيف نربط بين مخرجات التعليم والتدريب الزراعي، وأي من الإستراتيجيات الموضوعة، بما فيها الإستراتجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية.
تناقضات لها أول وليس لها آخر، مبنية على صورة مشوهة لقطاع يبدو مأزوما ساعة بسبب الصقيع والفيضانات، وأخرى بسبب فوضى الإنتاج، والاحتكارات ومشاكل التسويق المحلي والخارجي، في مقابل صورة القطاع الذي نعول عليه لحل مشاكل الفقر والبطالة، وزيادة نسبته في الناتج الإجمالي، وتحقيق قدر كاف من الأمن الغذائي الذي ظهرت أهميته القصوى خلال أزمة الكورونا التي أعاقت وما تزال التجارة الدولية، وحركة النقل البري والجوي والبحري.
لقد حان الوقت لكي نغرس أفكارا جديدة مثمرة تجعل من القطاع الزراعي رافعة قوية لإقتصادنا الوطني، وأولوية أولى في رسم هويته الواضحة والثابتة، حتى لو حفرنا من أجلها في الصخر!




وسوم: #غرس


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :