-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 04-06-2020 09:30 AM     عدد المشاهدات 406    | عدد التعليقات 0

سوبر ماما في زمن كورونا

الهاشمية نيوز -
رنا حداد

في كل مرة ابدأ حديثي وصلاتي مع الله منذ ألقت كورونا ظلالها على حياتنا..بل وما زلت..كنت أحدثه وانا منشعلة في اعمال المنزل واعداد الوجبات وكل "وصفة حلو" من شأنها ان تزيح الكلمات المالحة مثل.. حجر وحظر وجائحة ومخالط لمخالط .

كلمات سمعتها بناتي ونحن، ثم ما لبثن ان عشن وعشنا هذه المفردات مع واقع صفارة انذار وايجازات صحفية بتن يحرصن على سماعها قبلي، انا التي انشغلت أكثر في "التفاصيل".

كغيري، كنت اقول لماذا تسمح بهذا يارب ؟ هل انت غاضب منا نحن "الانسانية جمعاء" يا الله؟

وكالعادة ، اضع اسمك يا الله قبل كل

النصائح التي حاولت الحصول عليها من كافة الاتجاهات والمنصات ولقاءات " زووم" والشاشات ، لتكون العائلة بخير، بملازمة المنزل.

ومع إغلاق مراكز التسوق والمحال التجارية، واغلاق القطاعات، على وجه السرعة، كان لزاما ان أكون "سوبر ماما" تبدع بصناعة كل شيء وفي اي وقت .

ومع ذلك، كان التحدي الأصعب على الإطلاق، هو صناعة "الدونتس" المنزلية، واعترف ان يدي تعرضت للحرق الذي خف ألمه ، حالما قالت طفلتي "بشبه اللي بالمحل" ..حينها قلت "شكرا يا رب انك بيضت وجهي مع بناتي".لكن أسرع يا رب في "عودة عجلة الانتاج".

"ملاذي الآمن" كان ان انزوي بضعفي في زوايا لا تلحظها الصغيرات لابقى الأم القوية التي لا تهاب كورونا، كنظام صحي متواضع ترقب كل الاحتمالات وحاول تبسيط "المنحنيات".

في كل مرة كنت اعود من ضعفي بإيمان شديد بل ومطلق انك موجود وضابط ولن تسمح بأذية من أحب من أهل ووطن، بدعاء من قلبي فلا كنيسة لاضيء شمعة ولا مسجد لدعاء و ركعة .

بقيت أطيل الوقت في غسيل الأطباق واتحدث اليك واقول " أعرف يا رب ان غرورنا الكبير لم يصمد امام فيروس صغير"،، كنت أقول "لم يعد للمال والجمال قيمة ونحن تنافسنا على اقتنائها ونسينا .. اننا نجمعها لنفسنا التي نسينا".

كنت اتعمد صناعة الفطائر والحلويات الصعبة، والتي تأكل الوقت ببطء لابقى أتحدث إليك يا ربي .

في المرات التي خرجت فيها للتسوق "سيرا على الاقدام" كنت معي وكنت اتساءل يا رب "هل امتلك الفاسدون اطواق النجاة ومفاتيح الصحة" ..؟؟

وأجيب ولا احد يلحظ حركة شفتاي من كمامة أخفت ملامحي ، اذا لماذا استمر هؤلاء الاغبياء ، ان كانت الاجابة لا احد امام الوباء "صاحب حظوة" .

يا الله، كنت وما زلت اجلس بهدوء انتظر اجابات او هي كلمة واحدة منك .. يتغير بعدها كل شيء وتعود الحياة..حياة، وتعود الاقدام الواثقة الى الطرقات ويعود خير الوطن من حقائب "التهرب" و "التهريب".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :