تاريخ النشر - 29-05-2020 10:04 AM عدد المشاهدات 658 | عدد التعليقات 0
الانتقال من الحجر الشامل إلى الحجر الذكي ..
الهاشمية نيوز -
الدكتور محمود أبو فروة الرجبي
هُنَاكَ شبه اتِّفاق بَيْنَ الأردنيين عَلَى أن الأداء الحكومي فِي مسألة التَعَامُل مَع جائحة كورونا كانَ ناجِحًا بكل الـمَعايِير، من الناحية الصحية، وإن كانَت هُنَاكَ إشكاليات شابت تَطْبِيق مَوْضوع التصاريح، والحظر الشامل فِي العيد، وغيرها من المسائل الَّتِي أغضبت جزءًا من الشعب، وَمَع ذلِكَ لا بُدَّ من البِنَاء عَلَى الإنجازات لِلوُصُولِ إلى إدارة أزمة ناجحة كَيْ نخرج من الجائحة بأقل الخسائر.
لا بُدَّ لِلْحُكُومةِ أن توقف الحظر كُلياً، وأن تَقُوم بإجراءات بديلة وسريعة، وهَذَا لا يَعْنِي تسليمنا أن مَخَاطِر الكورونا زالت، وأننا وصلنا إلى مرحلة الأمان الـمُطْلَق، فتجارب الدُّوَل الأخرى لا تدل عَلَى ذلِكَ، وَلَكِن لا بُدَّ من فعل ذلِكَ مُرافِقا لإجراءات شَدِيدَة لأنَّ المزاج العام لِلْنَاسِ لَنْ يدوم كَمَا هُوَ، وَيُمْكِنُ أن يقلب بأيِّ لحظة – لا سمح الله- ولا نُريد أن نصل إلى أي تصادم ما بَيْنَ النَّاس وَالحُكومَة، لأنَّ طبيعة الـمَرْحَلَة الحساسة الَّتِي نمر بِهَا تتطلب تكاتف الجَمِيع، وَالاتفَاق عَلَى أهداف سريعة نتوافق عَلَيْهَا، وننطلق بِهَا لتقليل خسائرنا الاقتصادية والاجتماعية مِمَّا حَصَلَ.
مَع تفهمنا لخطورة الوباء، وإمكانية ارتفاع الإصابات فِي أي وَقْت، ولحساسية الوضع بِحَيْثُ أن أي خطأ غير محسوب قَدْ يصنع بؤرا جَديدَة لانتشار الوباء نَحْنُ فِي غنى عَنْهَا، فإن من شأن فتح الـمَجَالات الاقتصادية كافة، وبدون استثناء، وإلغاء الزوجي والفردي، والحظر بعْد السَّاعَة السَّابِعَة، وحظر الجُمْعَة، سيحرك عجلة الاقتصاد، ويقلل من الخسائر الاقتصادية الَّتِي تصيب للآن مُعْظَم القطاعات، لَكِن السؤال الأخطر فِي الـمَوْضُوع كَيْفَ يُمْكِنُ اسْتِمرار السيطرة عَلَى الوضع، وَهَلْ الحل الوَحِيد هُوَ المراهنة عَلَى وعي المواطن، وهَذَا فِيهِ مَخَاطِر عديدة لا داعي للتركيز عَلَيْهَا هُنا.
لست من أصحاب نظرية الاعتماد عَلَى وعي المواطن، وَليْسَ السَّبَب لأنَّ شعبنا غير واعٍ، أوْ غير ملتزم، بَلْ لأنَّ طبيعة الوباء حساسة جِدًّا، وَقَدْ ينتشر بِسُرْعَة هائلة، ومِن طبيعة البشر أن تَكُون بَيْنَهُم نسبة قليلة من غير الملتزمين، وَيَكْفِي الإشارة إلى أن وُجُود ألف شَخْص من الشعب غير ملتزمين وَهِيَ نسبة لا تذكر كافية لايصالنا إلى مرحلة الخطر لا سمح، الله إذا مَاذَا نفعل؟