تاريخ النشر - 28-05-2020 11:03 AM عدد المشاهدات 416 | عدد التعليقات 0
الأردن بين اليوم والغد ..
الهاشمية نيوز -
م.سليمان عبيدات
قال تعالى «وفوق كل ذي علم عليم» وقال ابن عباس، فوق كل عالم عالم إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى.
انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي مقالات ونشرت تقارير متناقضة عن وباء كورونا معظمها يتجاهل حقائق علمية سهل فهمُها، وتؤمن بنظرية المؤامرة التي تسعى الى السيطرة على الاقتصاد العالمي وعلى الدول وقوت شعوبها.
كورونا مرض حقيقي وقاتل أحيانا مثل الكثير من الفيروسات المنتشرة اصلاً، بغض النظر عن كيفية انتشارها حول العالم، ونحن في الأردن كنا من ضحاياه الى حد ما، لولا الاجراءات الوقائية التي اتبعتها الدولة بكل مؤسساتها، ولكن ضررنا الاقتصادي والاجتماعي كان مضاعفاً، فهل كنا مضطرين لدفع هذا الثمن؟ هذا سؤال كبير ويحتاج الى الدراسة والاجابة عليه من قبل الحكومة بمنتهى الشفافية لاستعادة الثقة التي فقدتها مرة اخرى بعد ان استردتها في بداية الازمة.
عاجلا ام اجلاً، سينحسر الوباء وتعود الحياة كما كانت سابقا مهما تأخرت الحكومة في قراراتها، تداعيات الوباء الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية ستجبرنا على العودة الى حجمنا الحقيقي، وستتغير عاداتنا الاجتماعية وسلوكياتنا الحياتية، وسنتعايش مع الوباء بكل حذر كما تعايشنا مع باقي الفيروسات.
لكن التداعيات الاقتصادية ستكون كبيرة وخارجة عن قُدرة المواطن تحملها.
لذلك نحتاج الى قرارات مدروسة بعناية تامة من طاقم قيادي اقتصادي وطني بامتياز، لا يعتمد على جيب المواطن، ولا على استهلاك مقدرات الوطن ومُدخرات الأجيال لسد الالتزامات والتغطية على العجز المُزمن في معالجة الازمات، نحتاج الى طاقم خبراء يُفكر خارج الصندوق قادر على وضع خطط بطرق مبتكرة مُطمئنة لشعبنا بأن الاقتصاد الوطني سينتقل الى مرحلة التعافي الحقيقي، لعل وعسى نستطيع التخلي عن وصفات صندوق النقد والبنك الدوليين ونعتمد على الذات في الانتاج وتسيير امور حياتنا، والاستثمار بالإنسان الأردني الذي اثبت تميزه على كل الصُعد وفي كل المواقع، كما اشتهى وتمنى جلالة الملك ومعه الشعب الاردني بكل توجهاته.
نعود لنقول ونُكرر، نستطيع ان نخلق من الأزمة العالمية فرصة أردنية وبكوادر أردنية خالصة، نأكل مما نزرع بتقنيات مبتكرة اردنية يفعلها ويُدربنا عليها مركز البحوث الزراعية الأردني الذي لدى إدارته وكوادره المميزة الكفاءات والقدرات الهائلة في هذا المجال، ولنلبس مما نصنع، وقد اثبتت الصناعة الأردنية كفاءتها وقدرتها خلال الازمة على التأقلم والابتكار بسرعة مُذهلة ان تقوم بهذا الواجب على أكمل وجه، ونُركز على السياحة الداخلية بطرق خلاقة وليس بدعم هذا وذاك.
حمى الله الأردن ليبقى عصيا منيعا قويا مزدهرا بقيادته الحكيمة وإرادة شعبه بشبابه المتوهج للعمل ليكون الوطن الأجمل والأحلى.