-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 31-03-2020 10:24 AM     عدد المشاهدات 430    | عدد التعليقات 0

إيجابية تفكيرنا

الهاشمية نيوز -
د.ناديا نصير

«إذا لم أجد طريقي في الأرض المعبدة، فسأقتحم القمم الصخرية الشاهقة دون تذمر؛ لأنني أعلم أن كل جهد يتضمن في ذاته الجزاء الكافي عنه، وأن الآفاق الواسعة تنتظرني في آخر الطريق».

يعيش الناس اليوم عمراً طويلاً ويستفيدون من الخدمات الحكومية والصحية والتكنولوجيا الحديثة، ومع هذا يشكون بأن الحياة صعبة ومملة، يبدو أن سنوات العيش لدى غالبية الناس ضائعة دون أهداف، كما ان نظرتهم للحياة تبدو سالبة، اذ هناك حاجةً ماسة لتغيير تفكيرهم ليصبح أكثر إيجابية.

ويعد التفكير عاملاً من العوامل الأساسية في حياة الإنسان؛ فهو الذي يساعده على تطوير حياته وتقدمها، ويساعده أيضا على حل مشكلاته وتجنب الوقوع في المخاطر، وبه يستطيع السيطرة والتحكم بأمور حياته وتيسيرها لصالحه، فالتفكير عملية عقلية معرفية وجدانية راقية تُبنى وتؤسس على محصلة العمليات النفسية الأخرى، كالإدراك والتحصيل والإبداع والإحساس، وكذلك العمليات العقلية (كالتذكر، التمييز،التعميم، المقارنة، الاستدلال، التحليل). ومن ثم يأتي التفكير على قمة هذه العمليات العقلية والنفسية، وذلك لدوره في المناقشات وحل المسائل الرياضية واكتساب المعرفة وحل المشكلات التي تواجه الإنسان، وكلما كان هذا التفكير إيجابيًا، أدى إلى حل فاعل وناجح لهذه المشكلات.

ينطلق السلوك الإنساني من قاعدة فكرية وقناعات ومعتقدات، ويعتبر الإسلام أول من أسس قواعد هذه الحقيقة، كما ركز على بناء العقيدة في النفوس كونها المولد الأساسي للسلوك والعمل.

لابد للإنسان أن يستفيد من كل القوى والطاقات التي وهبها الله له كي يحقق هدفه في الحياة، وهو عمارة هذه الأرض، لذا عليه أن ينظر إلى القوى الكامنة لديه ومحاولة استثمارها وتنميه روح الإبداع لديه والمبادرة في العمل دون انتظار أوامر من أحد.

والقائد الإيجابي لا يستسلم لليأس ولا يرضخ للفشل مهما كان؛ فهو يرى صعوبات الحياة بوضوح، لكنه أقوى من أن تحبطه أو تزعزع ثقته بنفسه.

قال علم النفس عن الإيجابية: انه دراسة علمية للسعادة الإنسانية، فالتفكير الإيجابي يشكل العلاج الناجح للحفاظ على المعنويات، وحسن الحال النفسي، فطريقة العلاج المعرفي تركز على مقولة أساسية تتمثل بأن الأفكار تحدد المزاج وبالتالي الحالة الانفعالية والمعنوية وحين تتعدل الأفكار باتجاه أكثر إيجابية وواقعية وتوازنًا، فإن الحالة الانفعالية تتعدل بدورها فعندما يفكر الفرد بطريقة إيجابية، تنجذب إليه المواقف الإيجابية، والعكس يحدث عندما يفكر بطريقة سلبية حيث تنجذب إليه المواقف السلبية.

ان استخدام الفرد للتفكير الإيجابي يمكن ان يصاحبه انخفاض في معدل ضربات القلب وانخفاض في مستويات القلق والخوف من مواجهة المشكلات الضاغطة مثل مواقف التنافس أو مواجهة الجمهور في حشد جماهيري ضخم أو مواقف الاختبارات، كما أن التفكير الإيجابي يزيد من التقييم الذاتي الإيجابي ومن فعالية الفرد الذاتية في إدراك جوانب المشكلة والثقة في حلها. وتستنتج نصير أن التفكير الإيجابي خبرة ذاتية، وسمة فردية، والنظم الإيجابية تبشر بتحسين جودة الحياة، وتمنع ظهور المداخل المرضية عندما تكون الحياة عقيمة وخالية من المعنى والهدف، أن التفكير الإيجابي بمثابة آلية للتحكم في الذات عن طريـق الإنجاز وتعظيم إمكانياتـه وتوكيـد قدراته. وهو بمثابة قوة مبدعة خالقة تنتج وتنجز وتخلق، وبالتخلص من الشك والتردد الغير مبررين بمنطق عقلاني سيزيد وقتها التفكير الإيجابي، الذي بدوره سيساعد الفرد على التركيز؛ لأنه يزيل العوامل التي تشتت الانتباه، وهكذا يساعدنا على التقدم إلى الأمام لرفعة الذات والمؤسسات والمجتمع، وهو المحرك على اختيار الأفضل، وهو سر الإنجاز، وهو باكورة الإبداع والتميز في الحياة العملية والعلمية.




وسوم: #إيجابية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :