(العمل عن بعد) يبقي الإنجاز عنوانًا للمؤسسات الحكومية

الهاشمية نيوز - تساؤلات كثيرة تدور في فلك بعض الترتيبات الخاصة بالوظيفة الحكومية، في أذهان موظفي القطاع العام وأجهزة الدولة المختلفة، فيما يخص ملفات التقاعدات والتعيينات الجديدة، ووضع تعليمات تنفيذية لنظام الخدمة المدنية الجديد الذي بدأ تطبيقه قبل قرابة الشهرين، وفيما إذا كان هذا الجانب يجري العمل عليه نتيجة لتعطيل المؤسسات الحكومية في إطار الإجراءات الحكومية لمواجهة فيروس كورونا.

الحكومة لم توقف أي عمل لها بالمطلق، وكافة مؤسساتها تعمل على مدار الساعة لإنجاز خططها وأعمالها كاملة، ففيما يعمل عدد من المؤسسات بالميدان، وأخرى في المكاتب، كلّ حسب طبيعة عمله، يعمل مئات الموظفين في القطاع الحكومي بمنهجية «العمل عن بعد» كلّ يعمل من منزله وعلى مدار الساعة، ولم يتوقف أي عمل حكومي للحظة عن الاستمرارية، حيث كانت كافة المؤسسات على جاهزية كاملة للعمل من خلال فرق عمل مزوّدة بالأجهزة والكفاءة للقيام بذلك.

وفي الترتيبات الخاصة بإدارة وتطوير الوظيفة العامة بأبعادها البشرية والاجرائية والقانونية والرقابية، وفيما يخص التعيينات الجديدة والاحالات على التقاعد، والبدء في وضع التعليمات التنفيذية لنظام الخدمة المدنية الجديد والتي يبلغ عددها قرابة (24)، وغيرها من الجوانب التنظيمية للوظيفة الحكومية، عملت الحكومة على الاستمرارية بهذا الجانب ولم تتوقف الجهات ذات العلاقة عن العمل بأي من هذه التفاصيل؛ فالأمور تسير دون أي تأخير أو تعطّل، من خلال العمل عن بعد وبحجم انجاز لم ينقص عن المقدّم قبل أزمة «الكورونا».

وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» عن آلية إدارة الوظيفة العامة خلال فترة تعطيل المؤسسات الحكومية، بدا واضحا أنه لم يحدث أي تأخير أو تراجع بالمطلق بأي خطة أو عمل، حيث تدار الأمور بشكل يترجم توجيهات جلالة الملك في أن يكون كل الأردنيين «قدها» لأزمة الكورونا وتبعاتها، والتزاما بتعليمات الحكومة الرامية لسلامة الجميع والخروج من هذه الأزمة بنجاح وتفّوق.

وفيما يخص جانب التقاعد، إذ تتبع إجراءات بهذا الشأن، يقررها مجلس الوزراء، وهو صاحب الولاية في الإحالات على التقاعد، لمن وصل سن التقاعد، فلا يجوز ان يأخذ الموظف قرارا بالتوقف عن العمل قبل أن يحال رسميا من قبل المجلس، وعمليا فإن مجلس الوزراء يتابع هذا الجانب وكل من وصل هذا السن ذكرا أو أثنى يحال رسميا ولم تتوقف هذه الإجراءات.

أمّا الجانب الخاص في وضع التعليمات التنفيذية لتطبيق نظام الخدمة المدنية وغيرها من الإجراءات الخاصة بموظفي القطاع العام، فقد أكد رئيس ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر في حديث خاص لـ»الدستور» أن الديوان يسير وفق توجيهات جلالة الملك وتعليمات الحكومة بعدم التوقف عن العمل، بالتالي نحن نعمل من خلال منهجية «العمل عن بعد» وزوّدنا عددا من الموظفين بأجهزة «اللاب توب» لغايات الاستمرار في مهامنا دون أي تأخير، بل بإنجاز كما الأيام العادية، ونستعد قريبا لعقد اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي، لمتابعة كافة التفاصيل عبر لجنة التخطيط..

وأوضح الناصر أن عمل الديوان يتم من خلال فرق عمل متعددة تم تشكيلها في وقت سابق منها ما شكّل قبل قرار الحكومة تعطيل المؤسسات الحكومية، ومنها ما شكّل بعد هذا القرار، ولكل فريق عمل من يرأسه وتم تزويدهم بأجهزة الحاسوب اللازمة، وكل فريق يعمل من خلال رئيسه ويسلّم تقاريره له حسب التسلسل الإداري أولا بأول، وصولا لتطبيق مهامنا على أكمل وجه دون تأخير، مشددا على أن كافة الأمور تسير بإيجابية وبإنجاز.

وكشف الناصر في سياق حديثه عن أبرز ما يقوم به ديوان الخدمة المدنية خلال الفترة الحالية، حيث يعمل على تطوير الامتحانات التنافسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وادخال مفهوم الكفايات عليها، وكذلك الحال بالنسبة لمهن التمريض، اضافة الى جوانب اخرى نعمل عليها تتعلق بالنظام العام للمسارات المهنية وبقية القضايا المرتبطة بالتعليمات والأسس والادلة المختلفة، لافتا إلى أن هذه الفترة فرصة يتم التركيز خلالها بشكل كبير على هذه الجوانب ومن خلال التقنيات الحديثة والتي طالما وجّه جلالة الملك بضرورة اعتمادها في العمل الحكومي وصولا للحكومة الإلكترونية بشكل موسّع وعملي.

وقال الناصر إنه يتم العمل أيضا على بعض القضايا الأخرى الخاصة بتعليمات الاختيار والتعيين والجوانب المرتبطة ايضا بمنح المكافآت والحوافز وغيرها.

وعن التعليمات التنفيذية لنظام الخدمة المدنية الجديد أعلن الناصر أنه لدينا ما يقارب (24) ما بين تعليمات وأسس، وأدلة يجب أن يتم وضعها، ويجري العمل الآن على إعداها ضمن مجموعات عمل متخصصة كان قد تم تشكيلها خلال الفترة الماضية ومنها ما شكّل بعد قرار تعطيل الدوام في المؤسسات الحكومية، من الموظفين ويتم التواصل معهم عبر التقنيات المرئية الحديثة على مدار الساعة.

وأشار الناصر إلى أن جلالة الملك يبثّ الروح المعنوية فينا جميعا يوميا، لتجاوز هذه الأزمة بعمل مستمر، وسعي جاد منا جميعا أن نكون «قدّها» كما قال جلالته، وبإذن الله سنتجاوز هذه الأزمة بتفوّق.