-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 17-03-2020 10:33 AM     عدد المشاهدات 589    | عدد التعليقات 0

الحرب في زمن .. الكورونا!

الهاشمية نيوز -
رشاد ابو داود

ونحن الآن في زمن «الكورونا» نتذكر رواية «الحب في زمن الكوليرا» للكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز الذي قرأ معظمنا رواياته.
تقول الرواية انه في نهاية القرن التاسع عشر، وفي قرية من قرى الكاريبي، تنشأ قصة حب بين فتى يعمل في التّلغراف، وحسناء جميلة، حيث أحبها وتواعدا على الزواج، لكن الحسناء تخلف عهدها بزواجها بطبيب، فتصيب الصدمة الفتى، فيقسم أن يجمع ثروة كبيرة ليكون مناسبا لها ويوفي حبه لها.
يصمم الشاب الذي لم يعد شاباً، على بلوغ هدفه حتى بعد خمسين عامًا. يتوفى زوج الحسناء فيسرع بعرض الزواج عليها، مما يجعلها تطرده بغضب وشتائم. لم يتخلَّ الشاب عن هدفه، فيراسلها يخبرها عن الحياة والزواج والتقدم في السن، فتعجبها الرسائل لكنها تفضل الوحدة وانتظار الرحيل.
فكر الشاب الذي تقدم به العمر بدعوتها لنزهة وأن يركبا السفينة سويًا، فاشتعلت نيران الحب في قلبها من جديد، وكان يريد أن يبقيا وحدهما، فانتشر وباء الكوليرا و أصاب السفينة، ليروع المسافرين ويتركوا السفينة، لكن السّلطات تأمر السّفينة بالاستمرارية في جولتها وهي رافعة لشعار الوباء. لم يبد العجوزان أي اهتمام بذلك، وكانا يشعران أن حبهما هو الهدف الأقوى من الوباء وليس الرحلة..
ذلك هو ملخص رواية «الحب في زمن الكوليرا» التي نشرت لاول مرة العام 1985.
لقد شهد العالم سبع مراحل من انتشار وباء الكوليرا على مدى نحو 150 عاما، وقد ظهرت أول مراحل هذا الوباء فى روسيا عام 1817م، وتسبب في وفاة نحو مليون شخص، وكان السبب الرئيس لانتشاره هو اختلاط مياه الشرب بمياه المجاري.
وانتقل الوباء من آسيا إلى أوروبا عبر الجنود البريطانيين المقيمين فى الهند، ثم انتقل من بريطانيا إلى إسبانيا وأفريقيا وأندونيسيا والصين واليابان وألمانيا وأمريكا. ورغم اكتشاف لقاحٍ له في عام 1885م، إلَّا أنَّ وباء الكوليرا استمر بعدها في الظهور على سبع مراحل متفرقة.
ترى هل ثمة قصص حب تكتب الآن في زمن الكورونا؟ ربما..ربما. فالوباء سينتهي عاجلاً أم آجلاً. ومن لا يموت بالكورونا سيموت بغيره.
فحتى امس تجاوز عدد الضحايا في العالم الستة آلاف وفاة. الصين التي بدأ منها انتشار الفيروس سجلت أعلى رقم بأكثر من ثلاثة آلاف وفاة، الا أنه بفضل حسن ادارتها للازمة سيطرت على الوباء الى حد كبير وحاصرته. تأتي بعدها ايطاليا 1809 وفيات، ايران 724، اسبانيا 183 و فرنسا 90 وفاة.
ويبقى السؤال بلا اجابة : هل الكورونا فيروس سياسي ضمن الحرب الاقتصادية بين أميركا و الصين؟ المؤيدون لهذه الفرضية يعتمدون على ما صدر عن بكين من اتهامات مباشرة لاميركا. ويشيرون الى الفيلم الاميركي الذي تحدث عن الفيروس العام 2011 وحدد مدينة ووهان موطن الكورونا. الاقتصاديون يقولون انه الصراع بين البلدين على قيادة العالم في ضوء تعاظم قوة الاقتصاد الصيني مقابل تراجع الاميركي. أما لماذا ايران المتضرر الثاني بعد الصين فيشيرون الى العلاقات المتدهورة بين واشنطن وطهران والوضع في الخليج العربي.
وما ذنب ايطاليا واسبانيا وبقية دول اوروبا والعالم؟
ان الحرب قاتل وقح، سواء للمهزوم أو للمنتصر. فالرصاص أعمى وكذلك الفيروس. فكم خسرت البشرية من ابنائها منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل.
اذا سلمنا بنظرية المؤامرة فان شمشون الذي فقد جبروته وقوته عندما قصت له زوجته الخائنة شعره الذي كان فيه سر قوته، هدم المعبد عليه وعلى من فيه صارخاً «علي وعلى أعدائي»!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :