-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 25-02-2020 10:22 AM     عدد المشاهدات 415    | عدد التعليقات 0

تكتيك لخطوبة غير مكلفة

الهاشمية نيوز -
رمزي الغزوي

قبل 12 سنة كانت نسبة الطلاق في الأردن خلال فترة الخطوبة تقترب من 80 %. بمعنى أن كل عشر حالات عقد قران أو كتب كتاب، مع ما يرافقها من زيطة وزنبليطة وزفة، تفشل ثمانية منها.
وكنا نتحسر على الجاهات المكدودة، والتي في الغالب كان يترأسها رؤوساء وزراء سابقون أو أعيان أو نواب أو كبار الشخيصات المجتمعية، ونتحسّر على الكنافة وأخواتها من المطيبات والحلويات والورود، وعلى المصاريف المهدورة من مهر وهدايا ودعوات، وكنا نتحسر أكثر وأكثر على خسائر نفسية واجتماعية بالغة الأذى، تلحق بالخاطب والمخطوبة، أقلها الخروج بلقب مطلق أو مطلقة.
اليوم يبدو أن الأمور تتحسّن بعض الشيء، وعلى نحو متصاعد يبشر بالخير. فنسبة الطلاق قبل الدخول تقلصت إلى ما دون الستين بالمئة في 2019. وأتوقع أن تستمر في هذا الاتجاه في السنوات القادمة.
وهنا أرجو ألا يعزو أحد سبب هذا التقلص الحميد إلى ما تحدثت عنه دائرة قاضي القضاة من إشتراطها عدم إتمام عقد الزواج، إلا بعد تخرّج المقبلين على الزواج من دورة تأهيل خاصة تعقدها الدائرة بمساندة مجموعة اختصاصيين في الشريعة والقانون وعلم التأهيل التربوي وعلم الاجتماع الأسري وعلم النفس. فتلك فكرة لم تطبق على أرض الواقع، ولم تر النور.
ولا نستطيع كذلك أن نعزو ذلك التحسن إلى نضج مباغت لدى الشباب أو الشابات، أو إلى كفّ الأهل عن تدخلاتهم غير الحميدة أحيانا بين الخاطبين أو إلى التفاتهم إلى تفاصيل تافهة. بل من الوضح أن ثمة تكتيكا سلسا وذكيا باتت تستخدمه بعض العائلات يتمثل في طلبها فترة خطوبة (تجريبية) لشهر أو شهرين قبل عقد القران.
فقد رأت وأدركت بعض العائلات أن الطلاق يقع بين الخطيبين في العادة خلال الأسابيع الأولى من الخطوبة. فالممثل لن يبقى ممثلاً، والمتصنع لربما تكشفه زيارة أو زيارتان. هذا العائلات وبعد أن توافق على طلب الخاطب ليد ابنتها، تطلب منه ومن عائلته، أن يكون هناك فترة شهرين أو ثلاثة تتيح للخطيبين أن يتعرفا على بعضهما تحت أعين الأهل ورقابتهم، وبعدها يقرر الشابان إن كانا يستطيعان الاستمرار معا أم لا.
في العادة ينكشف الطابق في أول شهر. فيكون الأمر حميداً، ولا يسبب الانفصال أي ضجيج أو أذى نفسي أو اجتماعي على الطرفين، وبلا خسائر مادية كبيرة. وإن استمرا معا؛ فهما سيكونان مشروعا لاسرة تحمل في طياتها عنصر ثبات يحتاجه المجتمع.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :