-

كتابنا

تاريخ النشر - 18-02-2020 12:27 AM     عدد المشاهدات 597    | عدد التعليقات 0

الزميل عمر الزيود يكتب " ديك الحارة وحمار ابو فتحي "

الهاشمية نيوز - أستيقظت اليوم وهو يرفع أذان الفجر, وأن تأخر كثيراً عن موعده, _ديك الحارة_ لا يتوقف عن الصياح و _حمار_ أبو فتحي ظل يرفع أذنيه عالياً ويحركهما إلى الأمام والخلف مستعدأ لتلقي الأوامر والتعليمات من صاحبه , وصديقتي الختيارة أنطلقت من سريرها بعبق جسدها الدافئ كالرمح نحو باب الحوش ،وقفت تستنفر كل طاقاتها من حركة .
أستيقظت القرية ودب النشاط في أوصال ساكينها والطفل حمودة الأسمر المشاغب الذي لم يفطم بعد يحدق نظراته بأمه ليشرب ما تبقى من صدر امه من حليب . وكلب الحارة الغربية يقترب من المساكن ويتنقل ثم عاد أدراجه الى الوادي مع بزوغ الشمس...
رأيت الشمس تخرج على القرية برداء ذهبي معلنة صباح الوطن الجميل," القراءن الكريم" نسمعه من دكان ابو خالد بصوت مرتفع , كان صباحاً كغيرة من صباحات تلك القرية الهاربة من التلوث المتسبب به شركات القطاع العام والخاص ,والهاجعة في أحضان سيل الزرقاء, في السادسة صباحاً تجمع ما يزيد على نصف القرية في بيت أسرة أبو العبد لأستقبال الرقيب عبدالله المشارك مع زملائه في قوات حفظ السلام , بعد الأستقبال للرقيب عبدالله انطلق الرجال نحو مراكز عملهم وما زالت عيون القرية تكتحل في الصباح وتتزيين لمناسبة قادمة مثل عرس , عيد , طهور لأحد أولاد القرية.جارتنا عشبة تهوى متابعة النشرات الجوية التي يذيعها التلفزيون الوطني, في كل صباح تأتي لبيت صديقتي الختيارة و_سيجارة الهيشي_ في فمها لتذيع علينا النشرة الجوية جارتنا –عشبة_ جميلة كجمال شجرة التفاح.
ركبت السيارة توجهت الى عملي وادرت رأسي الى الخلف فغشاني الحزن وأمضيت بعض الوقت وأنا التفت إلى الوراء...انظر إلى صديقتي الختيارة وهي تسوق قطيع غنمها تمنيت إن أعود لأحضانها وأشم عبقها..فعبقها يشبه رائحة الأرض والشجر..واصلت الألتفاف إلى الخلف حتى أختفت قريتي وراء غيوم التلوث.


عمر الزيود _ ناشر وكالة الهاشمية الاخبارية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :