-

كتابنا

تاريخ النشر - 21-01-2020 11:01 AM     عدد المشاهدات 477    | عدد التعليقات 0

جامعات طبية خاصة بالجملة!!

الهاشمية نيوز - د. مفضي المومني
يا صباح يا فتاح…الحكومة ترخص ثلاثة جامعات طبية خاصة مرة واحدة! بعد مخاض طويل بدأ من 2004 لدراسة إعطاء تراخيص لجامعات طبية أعطيت أول رخصة سنة 2011 لكن الجامعة لم ترى النور وما زالت مبانيها تجثم مكانها لأسباب معروفة وغير معروفة،والسؤال الذي يطرح نفسه، هل نحن بحاجة إلى ترخيص 3 جامعات طبية خاصة مرة واحدة؟

دون ان يرف جفن للحكومة وهي تعرف أن لدينا 6 كليات طب حكومية قديمة وجديدة والسابعة في جامعة آل البيت على الطريق، ومعها تصريحات لنقيب الأطباء والذي صرخ بعالي الصوت وحذر من ترخيص هذه الجامعات لأنها ستؤثر على مستوى ونوعية تدريس الطب في الأردن حيث ستستقطب أعضاء هيئات التدريس الأكفاء من الجامعات الحكومية بإغرائهم من خلال منافسة صعبة لكليات حكومية مع شركات ربحية! مع العلم أن الطب كمهنة وصحة الإنسان خط أحمر، قضية أخرى هل هنالك دراسات فعلية تبين حاجة الأردن لهذه الكليات؟

إذا علمنا أن أعداد الطلبة على مقاعد الدراسة في كليات الطب تجاوز العشرة ألآف طالب حسب تصريح تحذيري لرئيس الجامعة الأردنية!وهذا العام (2020/2019) دخل لكليات الطب في الاردن بحدود (4000 طالب طب بين نظام عادي وموازي )غير الطلبه الذين ذهبوا لدراسه الطب خارج الاردن ويقدر عددهم حوالي 2000 طالب ناهيك عن ما يقارب 5000 طالب يدرسون الطب في الخارج! وحسب تصريح لنقيب الأطباء فإن كل وظيفة لطبيب يتقدم لها 300 طبيب، واضح ان العرض فيه إغراق والطلب محدود سواء محلياً أو اقليمياً ، وكل المؤشرات تقول لا حاجة… !

إلا أن صراع جودة التعليم مع الإستثمار وإقحام تعليم الطب في الإستثمار له مخاطر كبيرة، سيما أن الدول الغربية جعلت من كليات الطب كليات حكومية أو كليات ترعاها مؤسسات وجمعيات غير ربحية للمحافظة على جودة التعليم فيها، من هنا سيستمر مشهد عشوائية التعليم العالي في بلدنا، وعدم وجود ضوابط للعرض والطلب ولو بالحد الأدنى! وسنلاحظ مزيد من العاطلين عن العمل من خريجي كليات الطب، وإنخفاض في مستوى ونوعية الخريجين، ومحدودية المستشفيات لغايات التدريب، ومن بعض التجارب لبعض الجامعات الخاصة هنالك تهاون وتساهل في العملية الأكاديمية باتجاه استقطاب الطلبة، وكذلك التقتير في الصرف على العملية الأكاديمية، ثم إن الشروط المشددة التي أعلن عنها وزير التعليم العالي مثل أن تكون نسبة الطلبة الأجانب 60% وهو يعلم أن هنالك برنامج دولي في كليات الطب الحكومية وأن هذا الرقم سيسحب منها لصالح الجامعات الخاصة في ظل منافسة وتساهل نعرفه من خبرتنا! وكذلك شرط عدم إستقطاب اعضاء هيئة تدريس من الجامعات الحكومية وإفراغها من كوادرها ثم هل لدينا أعداد كافية من أعضاء هيئة التدريس من أصله؟ ومن سيمنع أي عضو هيئة تدريس من التعاقد الشخصي مع الجامعات الخاصة حين يقع ضمن امتيازات ومغريات لا تقدمها الجامعات الحكومية! وشروط أخرى ثبت مع الزمن أنه يمكن إختراقها بسهولة بتهاون وزير أو فساد آخر… .!

اعتقد جازما أن وراء الأكمة ما ورائها، حيث أن الثلاثة طلبات التي حمل ملفاتها وزير التعليم العالي لرئاسة الوزراء كمشاريع إستثمارية هي طلبات لمستشفيات قائمة وطلب من جهة أخرى كلها مفصلة تفصيل وسبق لمجلس التعليم العالي عدم ترخيصها لعدم اكتمال الشروط المطلوبة، ثم لماذا رئاسة الوزراء مع أن الترخيص للجامعات هو من صلاحيات مجلس التعليم العالي ووزارة التعليم العالي!، وبعدها يسوق لنا معالي الوزير مبررات وتجميل للأمر ودفاع عن القرار، فنحن مبدعون في الدفاع عن مشاريعنا وقراراتنا الفاشله، وعندما يقع الفأس في الرأس نهرب وتختبئ على مبدأ (مهي خربانه خربانه)، وهل سيخرج علينا أحدهم ليخبرنا بعد بضع سنوات أن الأردنيين تخلصوا من ثقافة العيب فهذا طبيب يعمل سائق تكسي وآخر في محطة بنزين وثالث عامل وطن مع إحترامي لكل المهن ولكن من باب التخصصية واقتصاديات التعليم وإنعكاسها ومردودها فالذي لا يعمل في مجال تخصصه يعتبر فواقد في الجهد الإقتصادي ورأس المال وأستعادته

ناهيك عن الجانب الإنساني وقتل روح الشباب عندما تزج بطبيب ليعمل حيثما اتفق لأنك لن تستطيع تأمين عمل لألآف الخريجين من 9 كليات طب عامة وخاصة ودارسين في الخارج، ثم أين سياساتنا الوطنية في توجيه الطلبة نحو التعليم التقني والمهني بدل مجاراة الأهالي في تأمين مقاعد طب لا متناهية لأبنائهم واستنزاف موارد البلد لتغذية سوق البطالة!، لو فكرت الحكومة بعقلها ربما لم تتجرأ لترخيص بالجملة لكليات طب خاصة، وعملت على تعزيز ما هو موجود أو سمحت للقطاع الخاص بعمل شراكات تمويلية مع الكليات الحكومية القائمة، وتوجيه الإستثمار نحو قطاعات أخرى تشكل اولويات مثل التعليم التقني، أمور كثيرة وتحفظات تصب جميعها في اتجاه عدم فتح كليات طب جديدة حتى الحكومية منها، إلا أن حكومتنا ركبت رأسها وهات ردها!!… حمى الله الأردن.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :