فجل أبيض!

الهاشمية نيوز -
رشاد ابو داود

انتظرته أحمر لكن بعد أن نبت وأورق وأزهر، وبعد أن فرشت له الأرض وسمدتها، جاء أبيض. الفجل الذي نعرفه أحمر له طعم حارق قليلاً، قلبه أبيض. وربما منه جاء هذا الجمال من تجاوراللونين الأبيض والأحمر في الاعلانات والازياء وأدوات المكياج وبخاصة ملون الشفاه الذي اختاروا له اللون الاحمر وليس الأزرق أو الاصفر أو الاخضر مثلاً.
اشتريت بذور الفجل وسألت البائع: هل أنت متاكد أنه أحمر؟ أقسم أنه أحمر. أعطيتها للعم أبو حاتم ليزرعها لي قائلاً: هل أنت متأكد أنه أحمر وليس كما السنة الماضية؟ قلت له: البائع أقسم انه أحمر. ضحك وكأن احساسه أخبره أن الفجل أبيض.
الموسم الماضي، بدل أن نأكل الفجل الأحمر أكلنا المقلب. فبعد تعبنا أنا و العم ابو حاتم، بركة الأرض والزرع، جاري الثمانيني الحبيب وصديق المرحوم والدي، الذي يعتني بالمزروعات ولا أجرؤ على التدخل في عمله، اذ بالفجل أبيض. تلك السنة، على مضض أكلناه وحرمنا من الفجل الاحمر خاصة في رمضان.
دفعني الفضول للبحث عن فوائد الفجل الابيض فكانت المفاجاة الأولى أنه صيدلية كاملة. فهو من أهم انواع الخضروات التي تحتوي على كم هائل من المعادن والفيتامينات الضرورية للصحة، واثبتت الدراسات الحديثة أيضاً أنه من أهم الخضروات المثالية لمرضى السكر. حيث يحتوي على المعادن المختلفة والمهمة مثل البوتاسيوم، والنحاس، والكالسيوم، والزنك، والفسفور، والمغنيسيوم، والحديد، بالإضافة إلى مجموعة فيتامينات ب المركب والنياسين والثيامين وفيتامين سي.
وتقول الدراسات إن تناول الفجل بشكل يومي ضمن السلطات نيئاً او مطهواً أو حتى تناول عصير الفجل من العادات التي يجب أن يتبعها مرضى السكري بحسب نصائح الأطباء. فهو يعمل على خفض مستوى الكولسترول في الدم، تنظيم ضغط الدم بالجسم. مطهر للكبد ويعمل علي تنشيط أنزيماته، يساعد على إنتاج خلايا الدم الحمراء بالكبد. خفض مستوى السكر في الدم، فهو من أفضل الخضراوات التي تساعد في ذلك.
كما أنه يحتوي علي سعرات حرارية بسيطة وهو مكون من الألياف والماء اللذين يعطيان إحساسا بالشبع. ويساعد في علاج مشاكل الضعف الجنسي الذي يعاني منها معظم مرضى السكري خاصة مع تقدم السن. وهو مصدر مهم للفيتامنيات والمعادن وحمض الفوليك والبوتاسيوم الضرورية لمرضى السكر.
المفاجأة «الفجلية» الثانية ورود الفجل ضمن قائمة الـ76 سلعة غذائية التي خفضت الحكومة ضريبة المبيعات عليها والتي تضمنت مما تضمنت المخيض والجميد والبامية والليمون والهندبة والسبانخ والملفوف والفريكة والبطاطا الحلوة (وليس العادية) والفاصولياء والخس والبتنجان والزعتروغيرها.
المفاجأة كانت مزدوجة. أولاً أنهم لم يحددوا نوع الفجل، هل هو الأحمر ام الأبيض؟! حتى لا يخسر العم ابو حاتم «محصول» الموسم الذي لا يتجاوز حوضاً مساحته متران في متر ونصف.
ثانياً: أنني، كما معظم الناس لم نكن نعلم أن الخضروات التي نشتريها من المحلات أو من الباعة المتجولين بالسيارات بنداءاتهم المسجلة عبر ميكروفون، معنا خياااار، بندوووورة، بيتنجااااان، ملفووووف، أن عليها ضريبة مبيعات. نحن مدينون للباعة بالاعتذار بأثر رجعي عن مفاصلتنا لهم بتخفيض السعر قرشا او شلنا. فقد كنا نعتقد ان الثمن الذي كنا ندفعه يذهب كله الى جيوبهم لا تشاركهم فيه الحكومات!!