-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 21-01-2020 10:52 AM     عدد المشاهدات 389    | عدد التعليقات 0

رعاية الإبداع

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن

ليس سرا ان النهضة الاميركية والاوروبية، ونهضة اليابان وسنغافورة والعديد من الدول الاسيوية، تعود في اساسها الى رعاية الابداع والمبدعين، والاخذ بيدهم، وتوفير أفضل الظروف التي تسهم في نمو هذه الظاهرة، وتطويرها لتبلغ الذرى، وتؤتي أكلها لخير البلاد والعباد..
وفي المقابل فان العديد من دول العالم الثالث، يعود الى عدم اهتمامها بالمبدعين، او بالاحرى بالانسان بوجه عام، وعدم ايلائها التعليم الاهتمام الكافي، وقد اعمتها السلطة،وكبلها الفساد، فالتعليم هو الاساس الصلب والقوي لنهضة اية دولة، وهو الضمانة الوحيدة للبقاء والنجاة في عالم لا يحترم الا الاقوياء.
نقرأ عن تطور التعليم في عدد من الدول، بصفته السبب المباشر والرئيس لنهضة هذه الدول، وانقاذها من الموت المحقق... كاليابان والمانيا اذ استطاعتا في سنوات معدودة ان تخرجا من ركام الحرب الكونية الثانية، وان تصبحا الدول الثانية صناعيا في العالم بعد اميركا ..
ونقرأ عن التنافس الكبير بين هذه الدول في مجال التعليم، ورعاية الموهوبين، وحرص كل دولة على توفير افضل الظروف، لخلق اجيال قادرة على تحقيق التقدم .. وتحقيق التميز الذي يجعلها قادرة على منافسة مثيلاتها من الدول المتقدمة .. وهذا السبب هو الذي جعل اميركا تفتح ذراعيها امام كل الكفاءات في العالم .. وتعطي المتفوقين فرصا لا مثيل لها.. ما اسهم في نهضتتها وتقدمها الفريد.
نقرأ عن تقدم فنلندا وتميزها اللافت في حقل التعليم وفد سبقت الدول الكبرى.. وهي البلد الصغير.. ذي الامكانات المتواضعة جدا..
ونقرأ ايضا ان دولا فقيرة لا تملك الموارد الطبيعية استطاعت ان تتفوق على دول غنية جدا في ميدان التربية والتعليم، فبنت نهضة شامخة لا مثيل لها .. في حين ان دولا متخمة بالموارد الطبيعية .. لم تستفد من هذه الثروة.
ومن هنا فلا تستطيع دولة في العالم ان تنافس الدول الاخرى الا برعاية الابداع والمبدعين .. فهم الامل الذي يضمن لها التفوق على الاخرين .
وهذا بدوره يقودنا الى الحديث عن مراكز الابحاث .. والتي اصبحت بحق البوصلة والمقياس الذي يميز دولة عن اخرى ..
ولعل نظرة سريعة الى موازنة مراكز الابحاث في دولنا ومثيلاتها في دول اخرى، او بالاحرى في كيان العدو الصهيوني الغاصب .. يكشف الخلل الفادح، واسباب التخلف والكساح العربي..
باختصار..
رعاية الابداع، تبدأ برعاية الانسان كأسمى غاية، وأجل هدف.. ورعاية الانسان.. لا تتم الا بديمقراطية حقيقية، ليست شكلية .. مزورة .. وحتى يتحقق ذلك ..سنبقى ننظر.. ونسبح في الفراغ.. ونجتر الكلمات..
ولا حول ولا قوة الا بالله.




وسوم: #رعاية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :