-

التعليم والتعليم العالي

تاريخ النشر - 04-12-2019 09:30 AM     عدد المشاهدات 298    | عدد التعليقات 0

مشروع مربح وأرباح خيالية تشغيل المقاصف المدرسية

الهاشمية نيوز - طارت سلمى فرحا حين استلمت ثلاثة دنانير ونصف الدينار نهاية العام الدراسي عن ارباح سهم اشترته بمبلغ عشرة قروش من اكتتاب اسهم مقصف مدرستها الحكومية، ولم تكن تدرك بحكم صغرها ان قيمة السهم الواحد يجلب ربحا يعادل خمسة وثلاثين ضعفا عما اشترته.
وتشير ارقام ارباح المقاصف المدرسية السنوية بعد تدقيق سجلاتها وحساباتها المالية مقارنة بعدد الطلبة المساهمين، انها تبلغ الاف الدنانير من رأسمال لا يتعدى 150 دينارا لكل مدرسة، خصص لكل طالب سهم واحد بعشرة قروش.

وتعمل المقاصف المدرسية في مجال توفير اللوازم الأساسية للطلبة من قرطاسية ومواد غذائية من نوعية جيدة، وبيعها بسعر يوازي السوق بنسبة ربح لا تزيد عن 25% من قيمة الشراء، مع تثبت لوحة الاسعار في مكان بارز بالمدرسة تمكن كل طالب الشراء بغض النظر عن مصروفه اليومي.
وتقول مديرة مدرسة متقاعدة، سميرة الشريدة، ان مقصف مدرستها كان يحقق ارباحا سنوية تقدر بالاف الدنانير، بعدد مساهمين يقدر بـ (650) طالبا وطالبة، مؤكدة ان المقاصف المدرسية لا تخسر ابدا، بسبب تطبيقها التعليمات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، وحسن ادارة القائمين على مشروع المقصف من معلمين وطلبة، ومتابعة من مدققي حسابات من المديريات التي تتبع لها المدرسة.
وتُعد المقاصف المدرسية حسب المعلم عماد المرينة استثمارا ماليا للمدرسة، يسهم في دعم المدرسة ماليا وطلبتها ويعلم الطلبة كيفية تأسيس مشاريع مدرة للدخل من رأسمال بسيط، الى جانب تجسيد لغة الشركة والتكافل بين العاملين والشركاء والمستهلكين، وخلق فرص عمل، والحفاظ على سلامة الطلبة من حوادث السير.

وتشير المادة (4) من تعليمات المقاصف المدرسية رقم (5) لعام (2001)، إلى ان هدف إنشاء المقصف المدرسي تحقيق تنمية السلوك التعاوني الجماعي لدى الطلبة، وتدريب الطلبة على أعمال التنظيم والبيع والشراء وإجراء العمليات المحاسبية، وتعميق مفهوم الاستثمار في نفوس الطلبة، وتوفير الحاجات الأساسية اللازمة للطلبة بأسعار معتدلة، وبنوعيات جيدة ونظيفة، وتنمية الشخصية القيادية لدى الطلبة، وتعزيز اتجاهات الانتماء للمؤسسة التعليمية والمجتمع المحلي لدى الطلبة، وتعزيز الإسهام الحقيقي للطلبة لخدمة المدرسة وتحقيق أهدافها.

ويقارن الجامعي عمر الجراح بين نجاحات المقاصف المدرسية وواقع المؤسسات والشركات العامة والخاصة، من حيث تحقيقها ارباحا مستمرة تعود بالفائدة على المساهمين، في حين تظهر ارباح المؤسسات والشركات تواضعا بل تراجعا في اعوام كثيرة، رغم ان تجارة المقاصف المدرسية متواضعة بينما الشركات والمؤسسات ذات باع طويل تجاريا من حيث الكوادر البشرية والامكانيات التكنولوجية واتساع سوق الاستهلاك.
وحسب مديري ومديرات ومشرفي ومشرفات مقاصف مدرسية، ان المقاصف المدرسية «تجارة لا تبور» وهي مشاريع غير ربحية تخدم الطلبة، لكنها بالمقابل تحقق مكاسب مادية تعود فوائدها على الطلبة والمدرسة ومديرية التربية ووزارة التربية والتعليم، وان هذه المقاصف اصبحت تحمل اعباء مالية كبيرة عن الوزارة في مجال تدفئة المدارس وصيانتها.
وتنظم تعليمات المقصف المدرسي رقم (5) لعام (2001) عمل المقاصف المدرسية في وزارة التربية والتعليم التي تشمل (3856) مدرسة حكومية، حيث حددت اثمان الاسهم وطريقة توزيع الارباح وعمليات البيع والشراء من خلال لجان متخصصة بمشاركة طلبة المدرسة، وهذا سبب نجاح مؤسسة مشروع المقصف المدرسي عن كثير من المشاريع التي تتصل بالشأن المالي بالقطاع الحكومي.
وتزامنت نشأت المقاصف المدرسية وازدهارها بالاردن مع النهضة التعليمية التي شملت زيادة في عدد المدارس واتساع نطاق عملها التعليمي «الاكاديمي والمهني»، واقبال الطلبة على الدراسة منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث كانت تعتبر الصندوق الخلفي الداعم للنشاطات المدرسية واحتياجاتها، والتي اثبتت الايام نجاحها واستمرار الى اليوم.
وقالت ربة منزل انشراح بني ملحم، ان وجود المقاصف بالمدارس خطوة رائدة وجميلة تسير في الاتجاه الصحيح، كونها توفر احتياجات الطلبة وتمنعهم مغادرة اسوار مدارسهم حرصا على سلامتهم من حوادث السير، فضلا عن تعليمهم كيفية دعم مشاريع مدارسهم وادارة مصروفهم اليومي، وبالتالي يرفع من شأن مقصف مدرستهم ماليا ويحقق ارباحا لهم، بعيدا عن لغة الخسارة التي نسمعها عن جمعيات تعاونية وشركات ومؤسسات.
واضاف مدير مدرسة متقاعد عبدالله فارس بني عيسى، ان المقاصف المدرسية دائما تربح مهما بلغ عدد طلبة المدرسة الواحدة، وان اجمالي المبيعات كانت تبلغ الاف الدنانير سنويا من خلال رأسمال متواضع قيمة السهم فيه عشرة قروش، وان الارباح التي توزع للجهات المشتركة والتي حددتها تعليمات المقاصف المدرسية كانت مجزية، حيث كانت تخصص نسبة 40% من اجمالي الارباح للطلبة.
ووفق عاملين في مقاصف مدرسية، ان وزارة التربية والتعليم وضعت شروطا وتعليمات تنظم عمل المقاصف، بحيث تقوم ادارة المدرسة بتكليف احد الاداريين واحيانا المعلمين بمتابعة سير العمل بالمقصف، وتشكيل لجان مشتريات ومبيعات وتدوين ذلك في سجلات ودفاتر رسمية، وهذه الجهات تخضع بالتالي لتدقيق القسم المالي للمديرية وبعدها يتم توزيع الارباح حسب التعليمات المنصوص عليها.
وفصلت تعليمات صرف ارباح المقاصف المدرسية نسب ارباح لكل من المساهمين والمشاركين بادارة المشروع من الطلبة والهيئة التدريسية والادارية، الى جانب تخصيص مبالغ لشراء الاثاث واللوازم والصيانة للمقصف والمدرسة والنشاطات المدرسية كمساعدة الطلبة الايتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة وتكريم الطلبة المتفوقين والتدفئة المدرسية.
ويطالب مواطنون وزارة التربية والتعليم التوسع في استثمار المقاصف المدرسية بحيث تكون مساندة لصندوق التبرعات المدرسية في تطوير عمل المدارس، لتحقيق الاعتماد على الذات في خدمة المدرسة وتأمين احتياجاتها على مدار العام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :