-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 08-11-2019 09:46 AM     عدد المشاهدات 391    | عدد التعليقات 0

(ناشونال جيوغرافيك) تبحث في أسرار بناء عاصمة الأنباط الخالدة

الهاشمية نيوز - «في قلب صحراء الأردن، تزخر مدينة البتراء الأثرية بالألغاز المحيِّرة؛ فكيف صمدت هذه القدرة المعمارية الخارقة لما يزيد على 2000 عام؟»
انطلاقا من هذا التساؤل أعدت قناة ناشونال جيوغرافيك العالمية برنامجاً خاصا عن أيقونة الآثار العربية في الشرق وإحدى عجائب الدنيا السبع ..البتراء الخالدة والتي بناها العرب الأنباط قبل الميلاد بقرنين تقريبا وكانت عاصمة لمملكتهم العظيمة التي امتدت من شمال شبه الجزيرة العربية وحتى دمشق.
البرنامج الذي عرض مدبلجا باللغة العربية مساء الخميس عبر «ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي» حمل عنوان ( البتراء: أسرار البنائين القدماء)، ويأتي ضمن سلسلة من البرامج الفريدة بأساليب اعدادها وإخراجها وتصويرها وتتناول أهم المواقع التاريخية والحضارية في العالم، وتغوص في أسرار تلك المواقع وما تتضمنه من معالم وانشاءات عمرانية مذهلة.
بترا...البحث في سر الخلود
يبحث البرنامج في سر صمود الكثير من معالم البتراء المدهشة كالخزنة والدير والمحكمة وقصر البنت وغيرها، حيث تحدث فيه نخبة من علماء الآثار والجيولوجيا والباحثين والمؤرخين الأجانب والاردنيين ومنهم ديفيد غراف وتوماس براديس وهاني الفلاحات وثيبود فورنت وآخرين، وقد أجمع كلهم على أن الأنباط تأثروا بفنون العمارة اليونانية والفرعونية، لكنهم طوروا تقنيات للنحت والبناء ومنها النحت من الأعلى للأسفل واستخدام خشب الأرز في بناء القصور والحمامات لقدرته الفائقة على امتصاص الهزات الأرضية.
كما تناول المتحدثون تقنيات قطع الحجر ونقله من أعالي الجبال للوديان حيث عرضت لبقايا المحاجر القديمة حول المدينة، كذلك أساليب جر المياه المبتكره والأنابيب الخزفية والحجرية التي امتدت لمسافات طويلة عبر الجبال والصخور كي تسقي المزارع وتزود البيوت والحمامات والمعابد بالمياه على مدار العام.
تتسم عمارة الأنباط باستخدام العديد من المواد حسب توفرها في البيئة، فبالإضافة إلى نحت الصخور الرملية والكلسية وجعلها مساكن ومنشآت وقبورا وتماثيل وغيرها، فقد تم استخدام كل أنواع الحجارة في البناء النبطي حيثما فرضت البيئة ذلك، ففي الصحراء مثلا، جرى استخدام الحجارة البازلتية السوداء لمختلف أغراض البناء. وفي معظم الأبنية الكبيرة كالمعابد استخدمت فنون معمارية كثيرة منها الأقواس الكبيرة والصغيرة التي تعتمد على تراص الحجارة لا على المونة أو الدعم الأرضي بالأعمدة، وفي بعض الحالات جرى سقف بعض الأبنية أو الحجرات بصفوف متلاصقة من هذه الحجارة قبل أن تجري تغطيتها بالملاط الطيني من فوقها لدرء أمطار الشتاء ولعزل حرارة الصيف أيضًا. وبالنسبة للمواد الأخرى المساعدة، فقد استخدمت الأخشاب في التسقيف وصناعة الأبواب والشبابيك.
انجازات اعجازية
وأبرز البرنامج الاعجاز والابداع الكبير في طرق بناء معالم البتراء، حيث أكد المتحدثون على أن البتراء إحدى أهم المنجزات في تاريخ البشرية،وأنها عكست تطور وذكاء الأنباط وقدرتهم الفائقة على تحدي الظروف الطبيعية لاسيما وسط الصحراء، وتكيفهم العبقري مع بيئتهم المحيطة على مدى 200 عام وهي الفترة التي استغرقها انجاز معالم البتراء الحالية التي اندثر الكثير منها للأسف بعد غزو الرومان للمدينة وبسبب الظروف الطبيعية والاهمال على مدى ألفي عام، حيث انقذ اكتشاف الرحالة السويسري جون بيركهارت للمدينة من الضياع التام والدمار.
مدينة المليون سائح
أُسست البتراء تقريبًا في عام 312 ق.م كعاصمة لمملكة الأنباط. وقد تبوأت مكانةً مرموقةً لسنوات طويلة، حيث كان لموقعها على طريق الحرير، والمتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر، دورًا كبيرًا جعل من دولة الأنباط تمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها. وتقع المدينة على منحدرات جبل المذبح، بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة، التي تُشكل الخاصرة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية، وتحديدًا وادي عربة، الممتد من البحر الميت وحتى خليج العقبة.
بقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812. وقد أُدرجت مدينة البتراء على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985. كما تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007.
وتُعد البتراء اليوم، رمزًا للأردن، وأكثر الأماكن جذبًا للسياح على مستوى المملكة. كما أنها واحدة من أهم الوجهات السياحية لزعماء العالم، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار قبل أيام أن عدد السواح قارب المليون وأنها ستتخطى هذا العدد مع نهاية العام الحالي، رغم أن المدينة تستحق زيارة أعداد أكبر بكثير حيث يأمل مختصون أن يتضاعف هذا العدد خلال السنوات القادمة.
وأبرز معالم مدينة البتراء الأثرية: الخزنة، الدير، المحكمة، المسرح، القبور، قصر البنت وغيرها من المعالم التي نفذها الأنباط بحرفية عالية قلّ نظيرها في التاريخ.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :