مرض السكري يا حلوين

الهاشمية نيوز -
د.حسان ابوعرقوب

قد يكون مرض السّكري سببًا رئيسًا للإصابة بأمراض غير مرغوبة كالعمى، والفشل الكلوي، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وبتر الأطراف السفلية. وقد بلغ عدد الوفيات السنوي بسبب مضاعفات مرض السكري خمسة ملايين شخص، حسب تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2016م، كما تتوقع المنظمة أن يكون مرض السكري في المرتبة السابعة على قائمة أسباب الوفاة الرئيسة في عام 2030م.
وجاء في تقرير منشور على موقع (قناة المملكة) بتاريخ 28/3/2019 (أنّ نسبة الإصابة بمرض السكري في الأردن قد ارتفعت من 35.5 % إلى 42 %)، وهذا مؤشر غير صحي، وينذر بالخطر، إذ لو ظلّ الأمر كذلك بارتفاع سيصاب نصف الشعب بهذا الداء، مما يعني زيادة الأمراض في المجتمع، وزيادة تكاليف العلاج، التي بلغت حسب دراسة لوزارة الصحة عام 2004م، 654 مليون دينار.
من خلال كلّ ما تقدم نعلم أنّ أحد أهم الواجبات على الحكومة الأردنية أن تنتبه إلى هذه الآفة التي تجتاح الصغار والكبار، وألاّ تكتفي بتأمين العلاج فقط؛ لأنّ الوقاية خير من العلاج، لكن من خلال التوعية الصحية الصحيحة والمستمرة، في الإعلام بمختلف أشكاله وألوانه، بل من خلال الكتب المدرسية أيضا، والورشات التوعوية في كل المحافظات ولجميع فئات المجتمع، لنشر الوعي الصحي بخطورة هذا المرض، وكيفية اجتنابه من خلال الأكل السليم، وممارسة السلوكيات الصحية التي تساعد على عدم الوقوع في شِراك هذا المرض وغيره من أمراض مصاحبة كالضغط والكوليسترول.
إن ارتفاع نسبة المصابين يشير إلى أن الجهود التوعوية المبذولة حاليا لم تصل للهدف المنشود، فلا مانع من تنويع طرق التوعية، فعن طريق عرض النماذج التي نجحت في ضبط جماح المرض كحالات نجاح، وعرض النماذج التي لم تنجح وعانت من المضاعفات ستحفر تلك التجارب الواقعية في أذهان الناس، وربما كانت بعض العروض المسرحية مؤثرة أكثر بكثير من بعض النشرات والكتب. ولا مانع من نشرة يومية لا تتجاوز الثلاثين ثانية تقدم النصح للمصابين تبين لهم كيف يتعاملون مع هذا المرض، كما تقدمه لغيرهم كي لا يصبحوا من ضحاياه.
هذه مجرد أفكار، وربما لو فُتح الباب للناس سنجد ما هو أكثر منها وأفضل، لكن المهم أن نبدأ مشوار الألف ميل.