-

اقتصاد

تاريخ النشر - 17-10-2019 11:01 AM     عدد المشاهدات 597    | عدد التعليقات 0

الخردة في العقبة .. كنز من لاشيء

الهاشمية نيوز - الخردة والاثاث المستعمل اصبحت ملاذا لاصحاب الدخل المحدود، يقول الستيني زهير، فلا قدرة على شراء اثاث جديد.
وزاد، نجد اغلب قطع اثاثنا بين اكوام الخردة منها غرف النوم وغرف الضيافة والثلاجات وخزانات المياه وغيرها حتى ادوات المطبخ احيانا.
محلات كثيرة تناثرت في انحاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة للخردة والاثاث المستعمل لها زبائنها ويشترك في تجارتها الغني والفقير.
وتطوف سيارات «البك اب» المدينة يعلوها صوت تسجيل يبحث عمن لديه اثاث مستعمل للبيع عبر مكبرات الصوت.
تبدو ملامح التعب واضحة على وجه احمد (45 عاما) جراء الإرهاق الذي لحق به بعد جمعه كمية من الأسلاك وحرقها للحصول على مادة النحاس في حين يجهد علي سليمان (35 عاما) من خلال سيارة «بك أب» قديمة في منافسة تجار وشركات كبرى تعمل بتجارة الخردة بحثا عن لقمة عيش وسط ظروف معيشية صعبة فهو يعيل أسرة كبيرة بتقاعد محدود.
حين يذكر «تاجر خردة» يترادف في أذهان الناس أنه ذلك مليونير، ويتمكن من اختراق صفوف الأثرياء، فتجارة الخردة اقصر الطرق إلى الثراء السريع والمشروع كما يؤكد بعض العاملين فيها، فيما يشكو آخرون عكس ذلك ويشيرون إلى إرهاصات تواجه العاملين في الحرفة تصل حد التحدي، فارتفاع الأسعار حد من بيع الناس لأثاثهم المستخدم وأغراضهم القديمة.
تتخضب يد احمد بالسواد من زيوت السيارات المحروقة وصدأ قطع الحديد ليذهب بعد ذلك إلى محل الخردة كي يبيع تلك الأسلاك وما جمعه من مواد خردة.
يقف محمد (50 عاما) يزهو بتجارته في محيط بيته من الخردة فلا تجد لقدمك موطئا، يتطلع إلى ما لديه من بقايا أجهزة كهربائية ومسامير وقطع سيارات وبقايا كراسي وأشياء معدنية قديمة لا تجد لها قيمة إلا في محله، وينتظر اللحظة التي تزيد فيها هذه البضاعة، أو تجد لها الزبون الذي يقدرها ويعرف قيمتها.
ولأنها تجارة مغلفة بأسرار خاصة فقد تملكت كبار العاملين فيها من التجار حد العشق؛ فهم يفهمون تفاصيلها وكل أسرارها؛ وهي عالم واسع وتجارة ليس لها حدود؛ حيث تضم كل بقايا المصانع بداية من الطائرات والدبابات ومخلفات الجيش والسيارات، ومرورًا بمخلفات المنازل سواء من الأجهزة الكهربائية وغيرها، وانتهاء بالمسامير الصغيرة مختلفة الأشكال والأحجام التي تدخل في صناعة كل شيء.
ورغم أسرارها المكتومة إلا أن فلسفة الربح الوفير لهذه التجارة تقوم على منطق بسيط؛ هو تحويل سلعة معدومة القيمة لصاحبها إلى عالية القيمة لدى طرف آخر يحتاج هذه الخردة ليعيد تصنيعها وتدويرها أو تصليحها؛ فقد تلجأ ربة المنزل لإلقاء طبق من البلاستيك أو غسالة معطلة أو طنجرة فقدت غطاءها في القمامة، لكن هذه المخلفات تمثل مغنما لدى تاجر الخردة حين يبيعها لمصانع تدوير البلاستيك والحديد التي تطحنها وتحولها لسلع جديدة.

وإذا كان حلم أي تاجر صغير ان يملك محلا كبيرا لتنمو تجارته؛ فحلم ابراهيم أن يصبح «حوتا» من الحيتان الكبيرة التي تستحوذ على تجارة الخردة وعطاءاتها -على حد تعبيره- التي تدخل مزادات الحكومة، وتعقد صفقات بالملايين مثل مزاد هيئة السكك الحديدية التي تبيع عربات القطارات القديمة وقضبان السكك الحديدة، أو مزادات الجيش لشراء المخلفات والقطع الحربية غير الصالحة للاستخدام أو أثاث الشركات والمصانع الضخمة. لاتحتاج تجارة الخردة إلى كبير عناء يقول الهودي إذا كان القصد البحث عن مصدر رزق كريم والخبرة فيها تأتي مع الممارسة الي?مية، رأس مالها ليس بالكثير قياسا مع مردوداتها اليومية أو الشهرية، مفرداتها متوفرة في أكثر من مكان، لكنها تحتاج إلى صبر ونفس طويل.

باتت حرفة جمع الخردة وبيعها ظاهرة مألوفة في المجتمعات الغنية كتجارة واستثمار وفي المجتمعات والفقيرة كمصدر دخل شهري وربما يومي و يعمل بها الكبار قبل الصغار نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس.
ساعات العمل بها تبدأ قبل إطلالة الشمس لدى صغار التجار وتمتد لساعات طويلة في الليل فميدانها مكب النفايات والاسطح والمنازل والحارات والساحات العامة التي تتجمع فيها الخردوات سواء لمؤسسات أم أفراد وشراؤها وبيعها عندهم لا يرتبط بساعات الدوام الرسمي بل حيث توجد الخردة مفرداتها تتنوع بين الحديد والألمنيوم والبلاستيك والنحاس والأدوات المنزلية المستخدمة والثلاجات والتلفزيونات ليبيعها كمصدر رزق فيما يعمل بها كبار التجار بشكل موسع من خلال شراء عطاءات كاستثمارات كبرى.
تعتبر تجارة الخردة في معظم الأحيان تجارة مربحة فقد رُسمت في أذهان الكثيرين من خلال مشاهدة المسلسلات التلفزيونية وتجسيد شخصية بائع الخردة الفقير الذي يسعى للبحث عن عمل فيصطدم بواقع تجارة الخردة المربح ليتحول من عامل إلى رجل اعمال بحسب من خاضوا هذه التجربة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :