أسئلة وأسواق!

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين

في الأسواق ِ والحارات ، تتفتّق أذهانُ الناس إمّا عن أفكار ٍ عظيمة أو عن « وهم ٍ وخبث « .. وحين يشتدّ الزحام و تتصارع الأفكار العظيمة عند الباعة و في المخابز و في الباصات و في محلات البالة و عند السمكرّي و عند مصلِّح الثلاجات ، هنا تتوه الفكرة و قد تفقد الجيوب وعيها و هناك يصعد صوت « الأنا « و يصير العقل رهن اليدين أو رهن الرغبة !
و حين يقترب المرء من داره أو منزله أو مكانهِ الذي يؤويه ، تكون نفدت الأفكار الكبيرة و تاهت في الجيوب و في الشارع و في أكياس الخضار والعدس ، ولا يظل ّ في ذهن المرء سوى « الوهم والفوضى « و ربّما تبقى « النوايا الحمقاء « والمبرّرات الخانقة ، فيعلو صراخ المرء في بيته أو مع جيرانه ، ولا سبب واضحا ً للأمر سوى « جنون الدكاكين « الغذائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة و وهم الأرصفة ، الوهم الذي بات يأخذ حصته الوافرة من الاسترخاء و كاد يطرد الطمأنينة !
كنّا نأخذ القلوب إلى الشوارع والأسواق فنغسلها من الوجع و نزيل عنها الصدأ والتراب ، والآن صرنا نجلب أوجاع السوق إلى المنازل والبيوت والمركبات والدفاتر والقلوب وصار الهواء الملتاث رفيق أوقاتنا !
الأحوال ليست خاربة ، لكنّها تبدلت وتنذر بقلق ٍ و غم ّ ٍ و تفتح الأبواب مشرعة على كثير من الأسئلة .