-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 06-09-2019 09:31 AM     عدد المشاهدات 328    | عدد التعليقات 0

عــراق الأميـــر .. الكهف والمغور لوحات طبيعية جميلة

الهاشمية نيوز - يقع عراق الامير ضمن حدود امانة عمان الكبرى في وادي الأردن.
يبعد ما يقارب الـ 15 كيلو مترا عن وادي السير، ويسكن فيها ما يقارب الـ 6.000 نسمة. ويأتي عراق الأمير على التلال في منطقة توفر العديد من الينابيع ومشهورة بأشجار الزيتون، بالاضافة الى الاشجار الحرجية الأخرى.
يقع الموقع التاريخي لعراق الامير على بعد حوالي نصف كيلو متر والذي تم بناؤه من قبل الأمير الفارسي في القرن الثالث قبل الميلاد. هناك العديد من الكهوف التي حفرت في التلال والتي يعود تاريخها للعصر النحاسي.
يتم عرض العديد من الأثار المكتشفة في اراضي عراق الأمير في معرض التراث العربي والاكتشافات الحديثة الذي تم افتتاحه في عام 1992. حيث يبرز المعرض بعض التحف الثمينة والأشعار والزجاج والأسلحة التي تعود للعصر البرونزي والنبطي والروماني، اضافة الى النقوش والعملات الاسلامية الحديدية والكنز البطلمي.
الكهوف .. المعلم الابرز
تقع هذه الكهوف على الجانب الأيمن للوادي المؤدي إلى مبنى قصر العبد وهي كهوف طبيعية وترجع إلى الفترة الناطوفية ادخلت إليها تعديلات وتشذيب لبعض جدرانها الداخلية ولسقوفها من قبل سكان المنطقة وذلك في القرن الثالث قبل الميلاد. هذه الكهوف عبارة عن صفين علوي وسفلي ويبلغ عددها أحد عشر كهفا يوجد في الطابق العلوي من هذه الكهوف ممر ضيق يربط بينها وهو محفور بالصخر وهو لا يتسع الا لمرور شخص واحد في نفس الوقت. تظهر بعض الآثار التي تشير إلى الأدوات التي تم استعمالها في تشذيب جدران الكهوف وهي:- 1-الازميل ذو الرأس العريض. 2- المطرقة. وجد على جدران أحد هذه الكهوف السفلية خمسة احرف بجانب إحدى النوافذ وهذه الاحرف تعود للقرنين الثالث والثاني قبل الميلاد وهذه الاحرف عبارة عن اسم وهو طوبيا وهي العائلة التي كانت تحكم تلك المنطقة في تلك القرون. ووجدت نفس الاحرف لكن في كهف آخر وهي مكتوبة بشكل غائر في كهف له سقف على شكل القبو ومزخرف في واجهته الامامية بزخرفة كورنيش ولكن هذا الكهف تعرض للدمار. من المرجح ان الكهفين اللذين وجدت فيهما الكتابة كانا عبارة عن قبور لاسياد المنطقة. أحد الكهوف من المرجح انه كان عبارة عن اسطبل حيث كان هذا الكهف أكبر الكهوف حيث تبلغ ابعاده (6*28)م عثر في هذا الكهف على 80 حوضا لوضع الكلأ والطعام للخيول ولوحظ أيضا وجود مرابط قد حفرت في الجدران الداخلية للكهف لربما أنها كانت تستعمل كمرابط للخيول. لقد تم العثور في هذه الكهوف على ادوات صوانية صغيرة الحجم وهي عبارة عن ادوات خفيفة الوزن ورقيقة هي:- ابر وازاميل وشفرات ومقاشط صوانية ذات اشكال هلالية أو هندسية وهذه الأدوات ترجع إلى الثقافة الناطوفية. وقد تم العثور أيضا على رؤوس سهام مصنوعة من العظم من النوع المعروف بصنارة الصيد؛ ما يدل على أن سكان المنطقة كانوا يمارسون الصيد ربما في نهر الأردن.
قيمة دينية
تكثر القصور والمغر والكهوف لتشكل لوحات طبيعية جميلة تسكن أعلى الجبل، وتعج أودية تلك المنطقة بقنوات مياه حجرية منحوتة في الصخر، فيما يبدو- وبحسب مؤرخين وباحثين ومختصين في علم الآثار- فإن هذا المكان كان الأنسب للسيد المسيح عليه السلام، فاختاره مقصداً لعبادته السرية مع الحواريين، في حين يعده المسيحيون المكان الأول لانطلاق ديانتهم عبر العالم.
كهف السيد المسيح، الذي أحيط بعدد من الكنائس المكتشفة حديثاً، بالإضافة لبعض الأديرة والمباني الدينية التي ما زالت تنتشر هنا وهناك، لتؤكد «عمق الإرث التاريخي المكتشف»، بعد سلسلة من أعمال التنقيب في بلدة البصة الأردنية امتدت لسنوات، تمكن خلالها فريق بحثٍ أردني من اكتشاف ما يعتقد أنه «كهف السيد المسيح»، الذي يحتوي كنيسة بيزنطية تقع في بلدة عراق الأمير.
تقول المعلومات أن الرهبان الذين كان يتعبدون في الكهف، نزلوا إلى الوادي القريب منه ليغتسلوا من مياه النهر ويتطهروا ويتعمدوا في المياه النقية التي تسير في الوادي؛ ولذلك سمي المكان بـ»معمودية السيد المسيح»، وعرف أيضاً بـ «كهف السيد المسيح».
أن «عمليات التنقيب عن الآثار في الموقع بدأت مع بداية العام 1993، وأظهرت محاولات العلماء المتواصلة وجود كنيسة ثانية أمام الكهف تعود للعهد البيزنطي، وأكدت أيضاً ظهور مقابر كبرى امتدت في تاريخها من العصور البرونزية والكلاسيكية والإسلامية، إذ تم الكشف عن مجموعة من الكهوف والقبور المقطوعة في الصخر».
محمد وهيب، عالم الآثار الأردني قال: «في الداخل كان المؤمنون يقومون بالعبادة وبالصلوات وبالتعبّد ليلا ونهارا، وفي الخارج كنيسة أخرى، وفي المحيط الكثير من الأديرة والمباني الدينية التي ما زالت تنتشر في أرجاء المكان، وتشير إلى أهميته التاريخية، وعلى بعد نحو 70 متراً من فوهة الكهف مياه نقية لتعمد وتطهر واغتسال المسيحيين».
مما لا شك فيه أن المكان المكتشف حديثاً من شأنه أن يعزز من قيمة الأردن على الخريطة الدينية العلمية والسياحية لجهة جذب مزيد من الحجاج والسياح إلى البلاد، على وجه الخصوص من أوروبا وأمريكا.
شواهد قبور الدولمن موجودة وهي تعود الى العصر البرونزي المبكر ومقابر مقطوعة بالصخر. عثر على اثار لقرية قديمة توجد تحت القرية الحديثة.
تم العثور فيها على قنوات ري وحقول على شكل مصاطب ومساكن مبعثرة، ومعاصر لزيتون تعود للعصر الهيلينستي. ونظام مائي واسع ومعصرة للعنب وصنع النبيذ. وهناك جدار دفاعي تبلغ سماكته 2.30 متر بني من الحجارة غير المشذبة تم جمعها من حجارة الوديان المجاورة، ومخلفات فخارية ومعمارية تعود للعصر الأموي والمملوكي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :