-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 20-08-2019 11:44 AM     عدد المشاهدات 513    | عدد التعليقات 0

احترام الموروث الثقافي

الهاشمية نيوز -
خولة كامل

إن الموروث الثقافي لكل مجتمع، لهو العنوان الذي يمكن أن يقرأ فيه المرء، حضارة تحمل كل معاني وعناصر الحياة للشعوب، فلا نبالغ إن قلنا أنه لو تراخت المجتمعات عن الحفاظ على موروثاتها الثقافية، لأضحت بلا قيمة ولتوعدتها الأيام بالاندثار.
لم لا؟ والموروث الثقافي وما يحويه من عادات وتقاليد واخلاقيات وسلوكيات، والتي تعبر عنها بوسائل مختلفة عن هوية الشعب الذي ينتمي لتلك الموروثات الثقافية، فهو يقدر ويحترم ما أخذه عن أسلافه، يرعاها ويحافظ عليها، ويحاول أن يجددها ويعيدها للحياة وينفض ما علق بها من غبار العصرنة والحداثة، ولأن في تعاقب الأيام لتجد فيه مجتمعات قد تغفل عن بعضا من تلك العادات والتقاليد العريقة، والتي ما كان لها أن تعرف ويشار لها بالبنان، لولا حفاظها واحترامها لموروثها الانساني، والذي استمدته من مجتمعات سبقتها بأزمان بعيدة.
واليوم ونحن في عصر العولمة والتجديد والتطور المتلاحق، والذي ما يلبث أن يصحو المرء على تغير، حتى يسمع عن تطور اخر جديد في حياته، وبما أن وتيرة التغيير في تسارع ملحوظ، لا يقف عند حد، لتخشى المجتمعات الحريصة على أصالتها وعمقها الحضاري من تبعات تأثير تلك التغيرات. فكان ولابد أن يسخر الانسان كافة الوسائل، للحفاظ على ما تبقى له من موروث ثقافي ضارب في عمق التاريخ، حتى يضمن له الاستمرار والبقاء. فالشعوب الحية لم يقدر لها أن تنفتح على العالم ويصبح لها صوت مسموع ومكانة محترمة، لولا فسحة الاهتمام بكل ما هو متجذر في أعماق التاريخ، لذلك فمهمة تلك الشعوب ليست بالمهمة السهلة، حيث يقع على عاتقها مسؤولية تعليم الأجيال ما هية موروثها الثقافي، وكيف لها أن تحترمه وتحافظ عليه، لأنه منهج حياة، ولا تستطيع أمة أن تحمي نفسها من الزوال، إلا إذا تمسكت بنمط حياتها والذي عاشته أمم من قبلها، بما يتضمنه من عادات وتقاليد وسلوكيات وفكر ومعتقد الخ....
وأبسطها اللباس المحلي الذي يميز المجتمعات عن بعضها البعض، فللشرق لباس خاص وللغرب كذلك، وأيضا عادات الأكل والجلوس والمناسبات والطقوس والاحتفال بفصول السنة إلى عادات الزواج والانجاب ودفن الموتى وغبر ذلك من الموروثات الثقافية المتعددة والمختلفة كل حسب مجتمعه وبيئته التي عاشها. فلو تخلت المجتمعات عن أي من موروثاتها العتيده، لنفتحت الأبواب على مصراعيها لتنازلات أخرى، وبذلك تضيع هويتها، ولباتت تقبع على الهامش تستجدي الاحترام و الالتفات إليها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :